strong>لا دعوات خاصة وتنسيق مع قوى الأمن وشرطة البلدية أمال ناصر

منطقة أمنية بامتياز يصعب بل يستحيل اختراقها وسط حضور كثيف للقبعات الصفر التي عجزت إسرائيل عن اختراقها استخبارياً وأمنياً. هكذا تحولت منظقة الجاموس حيث يقيم «حزب الله» الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم مهرجان الانتصار ويلقي أمينه العام السيد حسن نصر الله الكلمة العلنية الأولى له بعد الحرب.
التحضيرات اللوجستية والأمنية اكتملت وأعلام الحزب ارتفعت، وصور السيد نصر الله انتشرت على طول الطرقات وعند مداخل العاصمة وفي باحة الاحتفال المزدحمة بالصحافيين الأجانب والعرب المهتمين بمتابعة أخبار الحزب، والنقليات أمنت لجمهور المقاومة القادم من الجنوب والبقاع والشمال.
المناسبة السياسية استدعت رداً من مصادر «حزب الله» على كلام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي قال «إن الحزب لم يوجه إليه دعوة لحضور المهرجان»، فأكدت «أن الدعوة الشخصية التي وجهها السيد نصر الله كافية ونحن لم نطبع بطاقات للمناسبة ولم نوجه دعوات خاصة والذين يرون أنهم انتصروا وأن اسرائيل عدوهم معنيون بهذه المشاركة ولا شك في أنهم سيحضرون. بعض التيارات والقوى اتصلوا بنا وأبدوا رغبتهم في المشاركة فقمنا بإيفاد الإخوة للتنسيق معهم». وأكدت المصادر أنه «لم توجه دعوات خاصة الى الإخوة السوريين أو الى السفارة الإيرانية».
وعلقت المصادر على ما صدر عن وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت «أن الحزب لم ينسق مع الأمن الداخلي» بالقول «هذا كلام مستغرب وفي غير محله ويراد من خلاله إظهار خلل في المهرجان. على الجميع أن يدرك أنه مهما طرح من إشكاليات غير صحيحة حول المهرجان، فإن ذلك لن يؤثر في السيل الجارف القادم من مختلف المناطق. اذا كان البعض يريد التقليل من زخم المهرجان فعليه أن يعيد حساباته ويقلع عن السياسات الضيقة التي لن تثمر. نحن على تنسيق دائم مع قوى الأمن الداخلي ولكنه(فتفت) يخترع أشياء وهو جالس وراء مكتبه. هناك خطة سير بالتنسيق مع شرطة البلدية وقوى الأمن الداخلي. ولكن مشكلته أنه لا يهتم سوى بفرع المعلومات».
من جهة أخرى، انطلقت في الصباح الباكر من يوم أمس عشرات المسيرات الراجلة التي تضم مئات المواطنين وآباء الشهداء تعبيراً عن الوفاء لنهج المقاومة والتضحية. وتوجهت نحو الضاحية الجنوبية. المسيرات انطلقت من قرى الخيام، عيتا الشعب، بنت جبيل، مارون، زبقين، الطيبة، صريفا، دير قانون النهر، ومدينة صور وارتدى المشاركون «تيشيرتات» صفراء عليها عبارة «الوعد الصادق»، معتمرين قبعات حمراء كتب عليها «نصر من الله» وحاملين رايات ترفع شعار «لبيك يا نصر الله». كما انطلقت مسيرة شعبية من مثلث تل النحاس الى بيروت تضم المئات من أهالي القرى الحدودية قادمين من الخيام وكفركلا والعديسة ودبين وبنت جبيل. ولدى مرور المشاركين امام الشريط الشائك على الحدود اللبنانية _ الفلسطينية صودف مرور دورية اسرائيلية في الجانب الفلسطيني فرشقوها بالحجارة، ثم تابعوا سيرهم ولدى وصولهم الى نقطة جسر الخردلي انضمت اليهم جموع أخرى قادمة من قرى الطيبة وميس الجبل ورب ثلاثين وحولا واتجهت الى الضاحية.
وقد سلكت المسيرات الراجلة الطرقات المؤدية الى مدينة صور ومنها الى صيدا باتجاه بيروت، واستوقفهم الأهالي في أكثر من محطة وقدموا إليهم الطعام والمياه والحلوى تشجيعاً لهم.
في السياق نفسه، تواصلت التحضيرات الإعلامية على أكثر من صعيد. وبلغت الاستعدادات الشعبية ذروتها حيث يتوقع أن تتحول المشاركة الى زحف جماهيري كبير من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال ومختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية. فيما دعا كل من حركة أمل وتيار المردة وتيار التوحيد اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي ومركز بيروت الوطن وغيرها من الأحزاب والقوى الى المشاركة في مهرجان الانتصار.