غسان سعود
منذ ثلاثة أيام لم يترك داني مكتب التيار الوطني الحر في عين الرمانة إلا لبضع ساعات. قضى الأيام الثلاثة في توزيع الأعلام البرتقالية وصور الجنرال على مئات ممن قصدوا المكتب، وهو يسعى جاهداً الى ابتكار أفكار تُميز مجموعته العونية في «مهرجان النصر». يكثف اتصالاته، بعدما استنفد كل الأعلام والصور لتأمين المزيد. يقول إن الحماسة الشعبية «أشبه بيوم عودة الجنرال».
تشبه عين الرمانة في حماستها معظم الأحياء المسيحية على طول ما كان يُعرف بخطوط التماس. أحد الشباب العونيين يكاد يجزم بأن «قوى 14 شباط والعالم سيدهشون حين يشاهدون 8 و14 آذار في الساحة نفسها، وهو ما تمناه غالبية الذين شاركوا في 14 آذار».
الشبان الذين كانوا يرتدون ثياباً برتقالية قبل 24 ساعة من موعد المهرجان يؤكدون أن العماد ميشال عون «لم يجزم حضوره أو عدمه»، وخصوصاً أن زيارته للضاحية تحتم عليه المرور بحيّ طفولته ومنزل العائلة في حارة حريك، علماً أن حركة عونية غير عادية سُجلت في محيط المنزل، لم تُعرف أهدافها. تكليف العماد عون من اللواء عصام أبو جمرة تمثيله في المهرجان يأتي، وفقاً للمصادر العونية. لاعتبارات عدة، فأبو جمرة أو «نائب رئيس مجلس الوزراء السابق» يعدّ «رمزاً للنضال» العوني و«الرجل الثاني في التيار الوطني الحر».
ورأى أبو جمرة في اتصال مع «الأخبار» أن التيار سيشارك «من كل قلبه» سعياً منه إلى تعزيز المواقف الوطنية واتحاد اللبنانيين. وتوقع أن يعكس الحضور صورة التفاهم الشعبي المميز بين التيار والحزب. فيما أشار النائب نبيل نقولا إلى أن معظم نواب تكتل التغيير والإصلاح سيحضرون المهرجان. ورأى أحد نواب التكتل أن أهمية المهرجان ترتبط بأهمية المواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله، وما إذا كانت سترفع سقف المواجهة مع «الأكثرية» أو ستبقى ضمن الوتيرة السائدة حتى الآن. ولم يستبعد حصول مفاجآت، ولا سيما على الصعيد الحكومي. ورأى أن مهرجان النصر سيبلور خريطة القوى للمرحلة المقبلة ويفرز المواقف في شكل واضح بين ثلاثة معسكرات: معسكر «حزب الله» وحلفاء المقاومة الطبيعيين، ومعسكر التركيبة الحاكمة، ومعسكر القوى المستقلة بين هذين المعسكرين.
وأكد زياد عبس، عضو لجنة الاتصالات السياسية في التيار الوطني الحر، أن التيار «يعتبر نفسه معنياً بالنصر، وجزءاً أساسياً منه». وعدم قيام التيار بتعبئة مناصريه للمشاركة، «لا يعني أبداً تخاذلاً في مدّ ساحة الجاموس ـ الحدث بما تحتاجه من شباب برتقاليين. وخصوصاً أن القواعد سبقت القيادة في التحضير للمشاركة بكثافة». وتوقع أن تكون مشاركة التيار أكبر في المناطق ذات التنوع الطائفي، أو التي استهدفت، أو احتضنت عدداً كبيراً من النازحين. من جهته، رأى رمزي كنج، القيادي في التيار، أن الحرب الأخيرة حسمت خيار مناصري حزب الله في الالتفاف حول العماد عون، بعدما تردّدوا كثيراً لاعتقادهم بأن العماد عون ينطلق في تفاهمه مع الحزب من خيارات سياسية ضيقة. وتوقع كنج أن يكون مهرجان النصر «حافلاً بالمفاجآت». وأن يُعلن «قريباً جداً» تحوّل التفاهم بين التيار والحزب إلى تحالف، وخصوصاً مع اقتراب حزب الله أكثر يوماً بعد يوم من خيارات التيار.
أما داني فيرى بأن المسيحيين سيثبتون في «مهرجان النصر» شراكتهم في الانتصار وفي نتائجه. وسيصنعون مع شركائهم في الوطن من 22 أيلول رمزاً آخر لحقّ اللبنانيين بالحياة بعدما خُطف 14 آذار منهم.