بسام القنطار
يبدو أن الحملة المبرمجة ضد حزب الله من قبل قوى الأكثرية داخل لبنان وخارجه قد اتخذت من اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف ساحة لها، مستعينة بما يسمى بالمجلس العالمي لثورة الأرز. وتأتي الحملة لتتقاطع مع جهود إسرائيلية حثيثة لإجهاض أعمال لجنة التحقيق التي كلفها المجلس التقصي حول "الحالة الخطيرة لحقوق الإنسان في لبنان التي سببت نشوءها العمليات العسكرية الإسرائيلية".
في معلومات خاصة بـ"الأخبار" من جنيف، عقد كمال البطل مسؤول حقوق الإنسان في المجلس العالمي لثورة الأرز اجتماعات تنسيق مع العديد من المنظمات الأميركية والإسرائيلية، بينها جمعية "بيت الحرية" و"منظمة مراقبة الأمم المتحدة" ومركز "سيمون ويزنتال" الإسرائيلي بهدف تنسيق الجهود الرامية إلى إدانة حزب الله داخل المجلس.
ولقد أعلن الحاخام أبراهام كوبر، الذي يرأس الوفد الإسرائيلي إلى جنيف «أن البطل قدم معلومات هامة ودقيقة تثبت إدانة حزب الله». ولقد وصف البطل حزب الله بأنه "جيش الخميني الذي يتخذ من لبنان رهينة"، مشيراً إلى أنّه «يقيم شبكة من المدارس الدينية التي تعلم الأطفال معاداة السامية".
ومن المعلوم أن البطل يهوى الفرقعات الإعلامية في قضايا حقوق الإنسان. وكان البطل قد نظم لقاءً موازياً أمس الأول على هامش الدورة الثانية لمجلس حقوق الإنسان تحت شعار "حزب الله وحقوق الإنسان"، متهماً إياه "بالاعتداء على المدنيين في قصف استهدف شمال إسرائيل بالصواريخ والقنابل".
ولقد أعلن أمين عام مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا في اتصال هاتفي مع "الأخبار" أن البطل ركز في لقاءاته على المداخلة نفسها التي ألقاها قبل أسبوعين خلال اجتماع مقرري مجلس حقوق الإنسان مع بعض هيئات المجتمع المدني في بيروت حيث قال: "إن الانتهاكات التي يرتكبها حزب الله تتجسد في الإعدامات في البقاع، وإعدام طبيب ألماني في صور، وإطلاق النار على المدنيين في بنت جبيل لمنعهم من النزوح، ومحاصرة القرى المسيحية وخاصة قرية عين إبل والضغط على أبنائها".
وأكد صفا «أن البطل الذي يتخذ من الدفاع عن حقوق الإنسان ستاراً لأهداف لا علاقة لها بحقوق الإنسان، التقى في جنيف منظمات وشخصيات إسرائيلية بينها المسؤول المحلي لمستوطنة نهاريا". وتابع صفا "لقد اتهمني البطل خلال لقاءاته بأني تلقيت تحويلاً مالياً من إيران في اليوم الذي سلمت مقرري مجلس حقوق الإنسان ملفاً موثّقاً عن انتهاكات إسرائيل وجرائمها".
وطالب صفا "السلطات اللبنانية باعتبار مداخلة كمال البطل أمام مقرري مجلس حقوق الإنسان ولقاءاته المشبوهة في جنيف بمثابة إخبار للنيابة العامة للتحقيق معه"، مؤكداً أنه يملك الأسماء والمنظمات الذين التقاهم البطل وصورهم معه.
وأكد صفا أنه سيغادر إلى جنيف الأسبوع المقبل رافضاً أن يمثل القطاع الأهلي في لبنان "المشبوهون والمتاجرون بحقوق الإنسان التي تتغطى بالشعارات وتعمل لصالح الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية".