أنهى أمس غالبيّة طلاب الهندسة في الجامعة اللبنانية في الحدث تقديم مشاريعهم، وحصلوا على شهادة الدبلوم في الهندسة، وتحولوا إلى مهندسين يبحثون عن عمل. أخذ بعضهم الخيار الأسهل وقرّر السفر. آخرون فضّلوا البحث عن عمل في الوطن. هنا عرض لثلاثة نماذج لمشاريع التخرج
ثائر غندور

للمرّة الأولى يناقش طلاب كلية الهندسةــ الفرع الثالث مشاريع تخرّجهم في مجمع الحدث الجامعي، وهم الذين وُعِدوا منذ عامهم الأول بالانتقال إليه. أمور كثيرة تحسّنت. ربما كان أهمها تجهيز الجامعة بقاعة كومبيوتر وإنترنت حديثة مكّنت الطلاب من إنجاز أبحاثهم داخل جامعتهم بدلاً من مقاهي الإنترنت. هذه القاعة يجدها أحد طلاب السنة الخامسة محمد دياب محاولة جدية لتطوير الكليةli>لاسلكي مختلف
النظرة الأولى إلى سلاف صعب لا توحي أنها طالبة في السنة الخامسة. لكن حين تبدأ بالشرح عن مشروعها تفاجئك بعمق معلوماتها، فتضطر إلى الطلب منها استخدام لغة مبسطة بدل المصطلحات العلمية. “Short Message Sending Over a Wireless Private Network، هذا هو مشروع تخرجي مع شذا موسى»، تقول صعب، وتعجز عن شرحه باللغة العربية. تقول لها يعني «بعث الرسائل القصيرة عبر شبكة خاصة لاسلكية»، فتومئ برأسها إيجاباً.
المشروع عبارة عن جهاز يشبه الأجهزة اللاسلكية، لكنه يتميز بأن التواصل يتم كتابياً عبر الرسائل القصيرة بدلاً من التخاطب الشفهي. لا يحتاج هذا الجهاز إلى إنترنت أو هاتف، ويمكن وصله بالكمبيوتر لاستخدام الـ Keyboard للكتابة. المسافة التي يعمل عليها الجهاز هي ثلاثمئة متر، ولكن «يمكن زيادتها إذا توافر التمويل»، تقول صعب، ثم تضحك، لأن التمويل غير وارد في لبنان حسب قولها. المميز أن صعب وموسى نفذتا المشروع عملياً، فيمكنك تجربته والتأكد من حسن تشغيله. كما يمكن في حال تطبيقه أن يوفر الكثير من المال على مستخدميه، فهو بعكس الأجهزة الخلوية الأخرى لا يحتاج إلى أكثر من بطارية.
CDMA بدل GSM
الهدف من المشروع الثاني الذي ينفذه محمد دياب وسحر غندور إنشاء موقع على شبكة الإنترنت للمشتركين في شركة اتصالات خلوية، يسمح لهم ببعث رسائل قصيرة ونغمات وصور. يتولى محمد عملية الشرح مع سحر. يوحي تناغم حديثهما أنهما أمضيا فترة إنجاز المشروع سوياً إلى درجة اختراع مصطلحات خاصة بهما. تسأل دياب عن مميزات الموقع، مقارنة بمواقع أخرى شبيهة متوافرة على شبكة الإنترنت، فيشرح: «إننا في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ما زلنا نستخدم نظام GSM في شبكاتنا الخلوية، فيما تستخدم الولايات المتحدة وكندا وشرق آسيا نظام CDMA، والموقع الذي عملنا عليه هو لشركة تعمل وفقاً لهذا النظام الجديد». وعن مميزات النظام الجديد، تقول غندور إنه يؤمن نقاوة أفضل عند الاتصال ويسمح بإرسال صور ومعلومات بكمية أكبر ونوعية أفضل، إضافة لتوسيع قاعدة المشتركين في شركة الخلوي. عمل دياب وغندور على مشروعهما مع شركة لبنانية تعمل بدورها لحساب شركة يمنية تسعى لأن تطبق النظام الجديد في اليمن.
WIMAX
يفضل أحمد ديراني وفيفيان أسعد أن يشرحا مشروعهما على الكومبيوتر المحمول، «فالنظر أفضل من الكلام». يرتكز مشروعهما على البحث حول Wireless Metropolitan Area Network Access Network، وهي شبكة متعددة الخدمات.
وجوهر هذه الشبكة أنها تمكنك من الاستفادة من خدماتها لاسلكياً، وفي أي مكان، تماماً كما الجهاز الخلوي. فعند وصلها بالجهاز يمكنك استخدام الإنترنت ومشاهدة التلفزيون والمشاركة في Video Conference، فيما أنت تقود سيارتك بسرعة 120 كلم في الساعة، وهي تعمل في دائرة قطرها 10 كلم. ديراني وأسعد لن ينفذا هذه الشبكة، بل يقومان بإجراء أبحاث حول ما توصلت له منظمة WIMAX عالمياً، ويقولان إن هناك رغبة بالبدء بتنفيذها في دبي، لأنه لا وجود لهذه الشبكة في أي دولة في العالم. وهما يأملان أن يفتح بحثهما آفاق العمل لهما في دبي. يُعَدُّ مشروعهما خطوة أولى أمام زملائهما لإكمال العمل به، وخصوصاً أنه من الجيل الرابع في مجال الأجهزة النقالة (Mobile) ولبنان ما زال يستخدم الجيل الثاني.