الكورة- فريد بو فرنسيس
وماذا يبقى من الكورة الخضراء غير الاسم؟ وهل يستمر ذاك الاخضرار الذي عرفت به الكورة وسط انعدام المياه فيها؟
تساؤلات ينتظر الكورانيون الاجابة عنها وسط معاناتهم الشديدة والمتزايدة عاماً بعد عام في ظل غياب مياه الشفة عن مناطقهم ومنازلهم. ففي بلد المياه لا يزال الكورانيون ينقلون ما يحتاجون إليه من مياه الشفة بواسطة «السترنات» والدواب والغالوناتالمعروف أن منطقة الكورة تشرب من مياه نبع الغار الذي حولت مياهه بالكامل الى شركة قاديشا لاسباب تتعلق بالطاقة الكهربائية. والمنطقة لا تشرب سوى الفائض عن الشركة من المياه. وتوزَّع المياه على الاهالي وفق خطوط وضعت لهذه الغاية، منها مثلاً: خط اميون، خط كوسبا، خط كفر حزير... وهكذا تسير الامور، تضخ المياه في هذه الخطوط يوماً وتنقطع عنها لثلاثة ايام. ويصل الشح في المياه الى ذروته في فصلي الصيف والخريف.
ويعول اهالي الكورة أساساً على الآبار الارتوازية التي تروي معظم البلدات والمدن الكورانية، التي لا تكاد تخلو واحدة منها من هذه الآبار. اضف الى ذلك أن معظم المنازل لديها خزانات كبيرة للمياه تحسباً لهذه المشكلة، وهناك القليل من المنازل التي تشتري المياه عن طريق الصهاريج.
ويقول رئيس اتحاد بلديات الكورة قبلان العويط: «نحن الكورانيين نأسف للغبن اللاحق بمنطقتنا... إن اموالاً رصدت في السابق لعدة مشاريع في منطقة الكورة، لكن عدم متابعة هذه المشاريع من المسؤولين بفاعلية أسفر عن تبخر الاموال بسحر ساحر».
وتأتي اليوم ازمة مياه الشفة لتزيد في الطين بلة، فأكثرية البلدات والقرى الكورانية تعاني شح المياه، وتلجأ الى شرائها بواسطة الصهاريج. ورغم الدور الايجابي الذي تؤديه البلديات في مجالات الصيانة، تبقى المشكلة قائمة». وعدّد العويط بعض المشاريع المعدة للتنفيذ في الكورة وينقصها التمويل، فقال: «هناك مشروع لإنشاء خزانات مياه رئيسية وخزانات فرعية وخطوط توزيع لقرى منطقة كوسبا (24 قرية)، والقيمة التقديرية لهذا المشروع الذي ينتظر التمويل هي 9,385,000 دولار أميركي. وهناك مشروع انشاء خطوط جرّ وخزانات رئيسية وفرعية وخطوط توزيع لقرى منطقة فيع التي تتغذى من نبع الجرادي بين شكا وأنفه، وتبلغ قيمته التقديرية في انتظار التمويل أيضاً 9,408,000 دولار أميركي». وطالب العويط نواب قضاء الكورة «بالعمل بشتى الوسائل، وبممارسة كل اشكال الضغط على المسؤولين في الدولة اللبنانية، لالتقاط مشاريع الكورة وتأمين التمويل اللازم لها ورفع الصوت عالياً للمحافظة على ما رصد سابقاً من اموال عائدة لمشاريع الكورة في شتى المجالات»، آملاً أن يعي المسؤولون مسؤولياتهم ويلتفتوا الى هذه البقعة من ارض الوطن التي قدمت خيرة شبابها لخدمة لبنان في شتى المجالات.