strong>95% منها متعمّدة واقتراح من 8 بنود لوقف «المجزرة»
عكّار ـ ابراهيم طعمة
ضربت منطقة عكار خلال هذا الأسبوع موجة كبيرة من الحرائق طالت العديد من بلداتها.
ووضعت كافة مراكز الدفاع المدني في حالة استنفار مع استمرار موجة الحر. فهذه الفترة من السنة باتت تعرف بموسم الحرائق في عكار. إذ تتعرّض الغابات الكثيفة والنادرة من أشجار السنديان والصنوبر والشوح واللزاب وغيرها لما يمكن وصفه بالمجزرة نتيجة الحرائق التي تضربها سنوياً، والتي بات مؤكداً أنها مفتعلة بمعظمها بهدف المتاجرة بالحطب والأخشاب، إضافة إلى تأمين مراع لقطعان الماعز، والسعي إلى توفير مساحات للبناء.
وهذا العام، عبّر أبناء المنطقة عن مخاوفهم الشديدة من أن تضرب الحرائق مزيداً من المساحات الخضراء، مع اشتداد أزمات الوقود الخانقة، وارتفاع أسعارها، وخصوصاً بعد منع استقدام مادة المازوت من سوريا.
ولا تقتصر أضرار الحرائق على انحسار المساحات الخضراء، بل تطال كافة أنواع الحياة البرية من حيوانات مهددة بالانقراض، الى الحشرات المفيدة، والنباتات الفريدة من نوعها، الموجودة فقط في غابات عكار .
وفي هذا السياق، يرى رئيس مجلس البيئة الدكتور أنطوان ضاهر أنّ ما نسبته 95% من حرائق الغابات هي متعمّدة، وهناك نسبة 5 في المئة حرائق طبيعية ناجمة عن صواعق أو ارتفاع حرارة، بحسب إحصاءات مجلس البيئة في عكار. ويطرح ضاهر في هذا السياق عدداً من المطالب:
1. اعتماد معادلة «الحريق يساوي تحقيقاً»، والمقصود هنا هو التحقيق الجدي والفعال كما في جريمة القتل.
2. تطبيق القوانين. فقانون الغابات موجود، وهو يمنع منعاً باتاً الرعي والدخول الى الغابات المحروقة والاستفادة من أخشابها.
3. العمل سريعاً على مسح الأراضي اللبنانية التي لم تمسح بعد .
4. فتح ملفات الحرائق التي مضى عليها بعض السنوات (من خمس الى عشر سنوات) وقد تبيّن حالياً من المستفيد منها، إذ تحوّلت إلى عقارات للبيع أو بساتين أو مقاهٍ إلخ...
5. تنظيم موضوع الاستفادة من الغابات: لا بأس من تشحيل أشجار الصنوبر والسماح للناس بالاستفادة من الخشب الناجم عنها تحت الرقابة الصارمة، للجيش مثلاً، بالتعاون مع وزارة الزراعة وجهازها ومع البلديات. وهناك تجربة حالية في حرج عودين في عندقت تجب دراستها والاستفادة منها .
6. اعتماد مبدأ المراقبة للغابات للحد من خطر حرق الغابات بالسهولة الحالية وللسماح بالتدخل السريع عند انطلاق أول شرارة، وهذا ما يساعد كثيراً في إطفاء الحريق في مهده (تجربة برج مراقبة حرائق الغابات الذي أنشأه مجلس البيئة في غابة المرغان في القبيات).
7. صرف الأموال لتجهيز مراكز الدفاع المدني، وخصوصاً الجهاز البشري، حيث أثبتت التجارب أنّ الإطفاء اليدوي لا يزال الأنجع.
8. السهر لمدة خمسة أيام على الغابة المحروقة، وهذا يمكن تحقيقه مع الجيش والمتطوعين المحليين، إذ لا نفع من إطفاء حريق يندلع مجدداً في اليوم التالي.