تمام مروة
«إنّه حق الجيرة أوّلاً، وحسّنا الإنساني قبل صيانة الوحدة الوطنية». بهذه الكلمات أجاب رئيس بلدية رميش يوسف مطانيوس عن خطاب ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان الدكتورة منى همام حول أهمية «صيانة الوحدة الوطنية».
جاء ذلك ضمن زيارة ميدانية نظّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أوّل من أمس إلى عدد من قرى وبلدات الجنوب التي تضرّرت جراء العدوان. وهدفت الزيارة الى الاطلاع على المشاريع العاجلة التي قدمها البرنامج مباشرة إثر انتهاء العدوان. وكان البرنامج قد قدم هبات بقيمة 800 ألف دولار أميركي الى 99 بلدية في الجنوب، وبلدية بعلبك.
شارك في الجولة، إضافة الى همام، وفد من البرنامج وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة. وقام الوفد بمحطات سريعة ولقاءات مع رؤساء البلديات في كل من مدينة صور وقرى البستان وعيتا الشعب ورميش وبنت جبيل. كانت المحطة الأولى في بلدية صور، ولقاء مع رئيسها عبدالمحسن الحسيني وأعضاء البلدية، الذين شكروا مبادرة البرنامج التي سمحت لهم بالمباشرة في إزالة الردم وتنظيف شوارع المدينة.
وتحدثت همام عن المشاريع التي تم البدء بها في الجنوب، كإصلاح الطرقات وردم الحفر وإزالة الأنقاض، وكشفت أنّ الاتصالات لا تزال جارية مع الدول المانحة لكي تصل القيمة الإجمالية للمشروع إلى عشرين مليون دولار أميركي. وأشارت الى أن تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تقديم الهبات إلى البلديات جرى بعد توقيع اتفاق بين الـUNDP ورئاسة الحكومة اللبنانية، علماً أن هذه الهبات تراوحت قيمتها بين 2000 و25000 دولار أميركي. وقد وزّعت نقداً عبر «شيكات بأسماء رؤساء البلديات».
وأكد جميع العاملين في البرنامج، المشاركين في الوفد، أن الهبات وزعت بناء على تخمين حجم الأضرار التي خلفها العدوان في كل قرية. إلا أن مقارنة بسيطة بين تصريحات كل من رؤساء بلديات بنت جبيل وصور حول حجم الأضرار والقيمة التي دفعت لهم تثير التساؤل حول جدية التخمين والمسح اللذين سبقا عمليات التوزيع. فقد صرّح رئيس بلدية صور أنّ في مدينة صور 50 وحدة سكنية دمرت بالكامل، و200 وحدة دمرت جزئياً. وصرح رئيس بلدية بنت جبيل الدكتور علي بزي أن في مدينته، 800 وحدة دمرت كلياً، و500 وحدة دمرت جزئياً وغير صالحة للسكن إضافة الى 1400 وحدة متضررة ولكنها تصلح للسكن. وتلقت كل من البلديتين المبلغ الأقصى للهبات، أي 25000 دولار أميركي.