لا نزع للسلاح في هذا النظام وسنسعى إلى حكومة إتحاد وطني بكل قوة

فاجأ الامين العام لحزب الله مئات الآلاف من المواطنين الذين لبوا نداءه للإحتفال بالإنتصار في الضاحية الجنوبية امس، بحضوره، وألقى كلمة تضمّنت رسائل سياسية إلى الداخل والخارج رسمت عناوين للمرحلة المقبلة

حيّا السيد حسن نصر الله في مستهلّ كلمته الجموع الغفيرة وهنّأها على الانتصار، مؤكداً أننا نحتفل “بنصر إلهي استراتيجي تاريخي كبير”.
وقال نصر الله إن انتصار المقاومة منع الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن أي كلام يتحدث عن إقامة كانتونات في لبنان هو كلام إسرائيلي.
المقاومة اقوى
وأعلن أن “المقاومة تملك اكثر من عشرين الف صاروخ” وهي “اليوم اقوى من أي زمن مضى”. وقال: “حاصروا وأقفلوا الحدود والسماء، وهذا لن يضعف شيئاً لا من إرادة المقاومة ولا من قوة المقاومة”. وأضاف أن المقاومة “اقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز” مشدّداّ على أن “من يراهن على ضعف المقاومة يخطئ في الحساب: المقاومة في 22 ايلول اقوى من أي زمن مضى، منذ 1982” تاريخ الاجتياح الاسرائيلي للبنان. وإذ أكّد أن “سلاح المقاومة اللبنانية ليس أبدياً”، اشار إلى أن “أي حديث عن نزع سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا النظام وهذا الوضع القائم، يعني إبقاء لبنان مكشوفاً أمام إسرائيل لتقتل من تشاء وتقصف كيفما تشاء”. وتابع: “اقول إن الرهان على إنهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار هو رهان خاسر، وإن الرهان على إنهاء المقاومة من خلال جرّها إلى فتنة مع الجيش اللبناني خاسر”.
وأكّد نصر الله أن الفريق الحاكم حالياً لا يستطيع أن يبقى في السلطة، ورأى أن المدخل الحقيقي للحل “هو تأليف حكومة وحدة وطنية”. وأضاف: “ما دام هناك تحديات خطيرة لا يستطيع الفريق الحاكم حالياً أن يواصل السلطة والعمل، والمدخل الحقيقي هو تأليف حكومة وحدة وطنية. لا أتحدث عن إسقاط أحد، ولا شطب أحد ولا حذف أحد”. وتابع: “كما قلت قبلاً لنضع أكتافنا جميعاً لندافع عن لبنان، ولنعمر لبنان ولنصن لبنان”. ورأى أن “الحكومة الحالية ليست قادرة على إعمار لبنان ولا على توحيد لبنان”.
الأسرى
وشدّد نصر الله على “أن الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما مجاهدو المقاومة الاسلامية لن يفرج عنهما إلا من خلال مفاوضات غير مباشرة وعملية تبادل”. مؤكّداً أنه “لو جاء الكون كله فلن يستطيع إنقاذ هذين الأسيرين إلا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل”. وأكد أن الأسرى اللبنانيين سيعودون جميعاً، كما أكد أنه لن يتمّ التخلي عن شبر واحد من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وقال: “انتم اليوم في 22 ايلول تدهشون العالم من جديد وتثبتون أنكم شعب عظيم وأنكم شعب وفيّ وشجاع”. موضحاً “انه منذ ايام وكثيرون يشنّون حرباً خفية على هذا المهرجان كما كانوا يشنون حربهم خلال الحرب، وقالوا إن هذه الساحة ستدمر وستقصف، انتم في الـ22 ايلول تثبتون انكم اشجع من 12 تموز و من 14 آب”.
وقال: “أن اقف أمامكم وبينكم فيه مخاطرة عليكم وعليّ، وكان هناك خيارات اخرى، لكن الى قبل نصف ساعة ونحن نتناقش في إلقاء الكلمة عبر الشاشات، إلا أن قلبي وعقلي وروحي ابوا أن أخاطبكم من بعيد”. وأوضح “ان اقصى ما يتوقعه انسان هو أن يُقدم العدو على خطأ او جريمة، فنحن ابناء ذاك الإمام الذي قال إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”. ووجّه التحية لكل المشاركين من “كل المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، وإلى الذين قدموا من ايران والبحرين والكويت”.
وقال إنّ تمكّن “بضعة آلاف من المقاومين من التصدي لأقوى سلاح جو وأقوى جيش وأقوى دبابة في المنطقة، وسط تخلّ عربي وعالمي وانقسام سياسي داخلي، دليل نصر وتأييد من الله”. وقال : “كيف يمكن لعقل بشري كبير أن يصف كيف أن بضعة آلاف من ابنائكم وقفوا 33 يوماً في ارض مكشوفة للهواء امام الجيش الاسرائيلي الذي فُتح له جسر ينقل له القنابل الجوية، وأمام ثلاث فرق في جيش الاحتلال وأمام اكبر وأقوى جيش في العالم، وتساءل “كيف يمكن أن يقفوا ويقاتلوا في هكذا ظروف صعبة”. وقال: “لقد شاهدتم جميعاً عبر الإعلام تحويل ألوية النخبة الى فئران مذعورة بعدما تخلّى العالمان العربي والدولي عنكم وفي ظل انقسام سياسي من حولكم”.
وأضاف: “كيف يمكن لهذه الثلّة أن تهزم هذا الجيش إلا بنصر من الله وعونه وتأييده، إن هذه التجربة، تجربة المقاومة التي يجب أن تنقل الى العالم، تعتمد على العقل والتنظيم والتسليح والأخذ بالأسباب، فلسنا مقاومة عشوائية بل المقاومة العازمة المخططة المدربة، هذا هو الانتصار الذي نحتفل به، وهذا الانتصار بحاجة الى وقفة شجاعة، الى مقاومة سياسية ومعنوية شديدة وبالغة الخطورة”.
الجيش والمقاومة
وأكّد أن “المقاومة والجيش اللبناني قادران على حماية المياه الاقليمية اللبنانية من تدنيس الاسرائيليين”. وتوجه الى الحشد قائلاً: “مقاومتكم وجّهت ضربة قاسية الى مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت (وزيرة الخارجية الاسرائيلية كوندوليزا) رايس أن مخاضه كان في حرب تموز، وأكد أن “مقاومتكم فضحت اميركا ورفعت منسوب الوعي والعداء وليس في العالم العربي فقط، في كل العالم”. مشيراً الى أنه بفضل المقاومة “يستطيع رجل استطيع أن اقول عنه كبير كبير كبير كشافيز (رئيس فنزويلا) لأن يقول ما قاله بالأمس في الامم المتحدة”. ورأى أن المقاومة اللبنانية “تلهم كل مقاومي العالم وأشراف العالم ورافضي الخضوع للإذلال الاميركي في العالم”.
وأكّد تمسك الحزب بسلاحه الذي قال إنه “ليس سلاحاً شيعيا” بل سلاح لكل اللبنانيين.
وأشار الى “أن الحرب على لبنان هي حرب أميركية بالسلاح والقرار والإرادة” معتبراً أن واشنطن أوقفت الحرب على لبنان فقط من أجل إسرائيل بعد فشل مخطط سحق حزب الله.
واعتبر أن هذا الانتصار هو لكل الأمة العربية والمستضعفين وليس نصراً خاصاً بطائفة محددة.
و أكد أن الأمة العربية يجب أن تدخل في عهد جديد تملي فيه شروطها على العدو، منتقداً الزعماء العرب الذين قال إنهم لن يحصلوا على تسوية سياسية مع إسرائيل بدون أن يستخدموا أي سلاح بما في ذلك سلاح النفط.
وسأل “هل يعترف الاسرائيلي بكم اصلاً؟ ان الاسرائيليين ينظرون الى المقاومة في لبنان والى شعب المقاومة باحترام وتقدير كبيرين، اما كل هؤلاء الاذلاء فلا يساوون شيئاً” بالنسبة الى اسرائيل.
كما تحدث نصر الله عن الملف الفلسطيني مؤكداً ضرورة دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح.
مطالبة بالاعتذار
وفي ختام خطابه رد على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اتهم قبل ايام حزب الله بأنه حزب شمولي، وطالبه من دون ان يسميه بتقديم الاعتذار “للمقاومة وجمهورها”.
وقال “قبل ايام قام زعيم من الزعماء الكبار في 14 آذار ليقول (…) ان جمهور المقاومة بلا تفكير (…)”.
وتابع “أحترم جمهورهم وشبابهم وأحترم خياراتهم اذا كانت وطنية، لكن لا نقبل بأن يهين جمهور المقاومة، عليه أن يعتذر (…) لسنا نظاماً شمولياً ولا حزباً شمولياً” فلا ابي كان بيكاً ولا انا بيك ولن يكون ابني بيكاً”
ورحب باليونيفل طالما انهم ملتزمون بمهمتهم. وقال: “أدعو قيادة القوات الدولية في لبنان الى الانتباه لأنني سمعت بعض المعلومات والمعطيات أن هناك من يريد أن يجر هذه القوى الدولية الى صدام مع المقاومة، وسمعت انه في بعض الجلسات قيل ان وجود قوات دولية سيعيد توازن قوى الداخل في لبنان. هذا الكلام خطير، القوات الدولية جاءت من اجل مهمة محددة ولا يجوز لها ان تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وتؤدي الى تورط من هذا النوع”.
اضاف “ فيما يتعلق في السجالات السياسية نحن ما كنا نريد أن ندخل في سجال سياسي مع أحد. في مرحلة الحرب سمعنا الكثير من الأذى وسكتنا وصبرنا، وبعد انتهاء الحرب استمر السجال والهجوم والاعتداء الاعلامي والسياسي على المقاومة وعلينا. لكن في البيانات الأخيرة وصلت الامور الى حد لا يطاق. الله لا يرضى للمؤمنين الذل، لقد حصل الاعتداء الاعلامي السياسي على المقاومة في لبنان خلال الحرب وصبرنا عليه، ولكن وصل بعد الحرب الى حد لا يطيقه الا الانبياء ونحن لسنا انبياء. أن يقف شخص ليقول نفهم، اثنان نتفهم، ثلاثة نستوعب، ولكن ان تجتمع قوى سياسية بقضّها وقضيضها في البريستول لتأتي بنوابها وقياداتها وأعضاء مكاتبها السياسية ثم لتطلع على اللبنانيين بخلاصة تقول فيها ان الحرب التي حصلت في لبنان هي حرب ايرانية من اجل الملف النووي الايراني ومن اجل تعطيل المحكمة الدولية! حقيقة هذا الامر ما كنا نطيقه مع اعتزازنا بعلاقتنا وصداقتنا مع الجمهورية الاسلامية في ايران بقيادة سماحة الامام القائد السيد الخامنئي، واعتزازنا بعلاقتنا مع سوريا قيادة وشعباً، نعم قيادة وشعباً بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد”. وقال: “نحن سياديون واستقلاليون، لا علاقة لهذا الامر في الحرب، وماضينا يشهد اكثر من ماضيهم. لكن أن يقال إن هذه الحرب التي شنتها اميركا وإسرائيل وقالت فيها كوندوليزا رايس انها مخاض عسير لولادة شرق اوسط جديد، وقال فيها اولمرت وبيريز، وفي الآخر تكون النتيجة أن تهدم بيوتنا وتقتل اطفالنا ونقاتل في حرب قال العرب انها حرب سادسة وقال الصهاينة انها الاولى والنتيجة اننا نقاتل من اجل الملف النووي الايراني ومن أجل المحكمة الدولية؟ هذا كلام معيب، هذا كلام فيه غمز”.
ودعا الى وقف السجالات وإلى تجنب العبارات السخيفة والمؤذية والقاسية، وأن نبقى في اطار التنافس السياسي المنطقي والمعقول لأن مصيرنا في النهاية واحد ولأننا في نهاية المطاف يجب أن نبني لبنان معاً، ولكن لن اسكت انا حسن نصر الله عن اهانة شعب المقاومة”.
وكرر الدعوة إلى “العودة الى الهدوء والتعقل، ونحن امام شهر رمضان المبارك” آملاً في التفكر والعودة الى الذات ولرؤية الحقائق، وقال : “اخرجوا وانظروا الى الحقائق ولا تشتبه عليكم الامور ولا تبنوا اموركم على حسابات خاطئة. زمن الهزائم قد ولّى وقد جاء زمن الانتصارات”.



إزالة إسرائيل
استذكر السيد نصر الله قولاً لشخصية حكيمة لم يسمّها قائلاً: “في يوم من الأيام قال رجل كهل كبير في السن عارف بزمانه ومكانه وعصره: لو حمل كل واحد منا دلواً من الماء ورماه على فلسطين المحتلة لزالت “إسرائيل” من الوجود. عندما يقف مئة أو مئتان أو ثلاثمئة مليون إنسان فبإمكانهم أن يهزموا “إسرائيل”، عدة آلاف في لبنان هزموا إسرائيل”. والمقصود هو مؤسس جمهورية ايران الإسلامية الامام الخميني.



شافيز العربي
وصف نصر الله الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بأنه “عربي كبير... كبير” لافتاً الى الهجوم الذي شنه على الرئيس الاميركي جورج بوش في الامم المتحدة.

طرح
نعت السيد نصر الله الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عن مخاضه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال حرب تموز بأنه سقط (طرح) لأنه مولود غير شرعي.