كارل كوسا
في يومه الثالث، كان معرض رسّام الكاريكاتير سعد حاجو لا يزال يستقبل أمس زوّاره في مسرح المدينة. “حقّ هالرسمات بدّو يروح. بدّو يروح للنّاس يلّي ما عندهن حيطان يعلّقوها عليها. حقّ هالرسمات لازم يروح لهالناس يلّي “وكلّ مرّة” ما بتروح إلّا عليهن”. كلمات اختصر بها حاجو أهداف معرضه، بطريقته الخاصّة. فـ“كلّ مرّة، هم الناس أنفسهم مَن يدفعون ضريبة الصمود، لأنّهم يختارون، “وكلّ مرّة” السّيادة على الخنوع والاحتلال والتقسيم”، هذا ما أكّدته سحر برهان (مشرفة ورسّامة كاريكاتير).
أسعار اللوحات المئتين تراوح بين خمسة آلاف و75 ألف ليرة. فالهدف من بيعها هو المساهمة في مساعدة المتضرّرين مِن جرّاء العدوان الصهيونيّ. تقول رولا ياسين (من نادي بيروت) “بما أنّ النادي معنيّ بموضوع صمود النّاس، قرّر المشاركة في نشاط ذي أبعاد ثقافيّة تترجم فكره وخطّه”.
تنوّعت مضامين لوحات حاجو المعروضة بين الاجتماعيّة والسياسية والاقتصادية، من دون موضوع واحد يجمعها. فهدف المعرض الأساسي هو الدعم. أكثر ما لفت فاديا دهّام (زائرة) في رسوم حاجو تجسيدها معاناة الناس اليوميّة، وملامستها أوجاعهم كافّة. أما أمل كعوش فلم تتأثّر فنّياً بعد ناجي العلي سوى بحاجو، لأنّ الأخير “يعرض أفكاره ببساطة، فيُشرك المتلقّي، عبر التفكير، في عملية صناعة اللوحة”. وتثني على “انتقاده السياسيين عبر أشخاص عاديّين يشبهوننا من دون الاضطرار إلى استحضارهم رسماً”.
يستمرّ المعرض الذي ترعاه جريدة “السفير” حتّى 29 الجاري.