أسف رئيس الجمهورية اميل لحود «لبعض المواقف التي صدرت خلال الأيام الماضية، ولا سيما تلك التي استحضرت لغة ومفردات الحرب التي عصفت بلبنان خلال السبعينيات وامتدت حتى أوائل التسعينيات».ونقل زوار لحود عنه قوله «إن مثل هذه المواقف يزيد الاحتقان السياسي في البلاد، ولا يصب مطلقاً في مصلحة الاستقرار والتلاقي الذي ينشده اللبنانيون جميعاً»، معتبراً «أن مطلقي هذه المواقف لم يتّعظوا بعبر الماضي وما خلفته رهاناتهم الخاطئة على البلاد، وهم يعاودون اليوم ضخ المواقف التي تستجلب ردود فعل وتؤثر سلباً في المنعة الداخلية التي يجب أن تبقى الأساس في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد».
وقال لحود: «أينما حللنا في الخارج نسمع من قادة الدول الشقيقة والصديقة الذين نلتقيهم كلاماً يلتقي مع توجّهاتنا بضرورة المحافظة على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات، كما نسمع في الوقت نفسه الثناء والتقدير على الانتصار الذي حققه اللبنانيون في مواجهة العدو الإسرائيلي، في حين تصدر في الداخل أصوات تشكك في أهمية هذا الانتصار وتحاول زرع بذور الخلافات، ما يدفع الى التساؤل عن الأهداف الحقيقية التي تكمن وراء مثل هذه المواقف، في وقت يبدو فيه الوطن في حاجة الى تضامن جميع أبنائه وتماسكهم لمواجهة ما يخطط له في العلن والخفاء على حد سواء».
وجدد لحود دعوته كل المعنيين «الى أن يكونوا على المستوى الوطني المطلوب»، مؤكداً «أن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء، وأن كل محاولة لاستهداف وحدة لبنان، سواء من خلال المواقف السياسية الملتبسة أو من خلال العودة إلى ممارسات الماضي، لن تمر لأن الشعب اللبناني لن يسمح بتكرار تجارب الماضي التي دفع ثمنها غالياً».
وكان لحود قد تابع مع زواره الأوضاع السياسية الراهنة والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. والتقى في هذا الإطار، قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي أطلع رئيس الجمهورية على الأوضاع الأمنية في البلاد عموماً، وفي الجنوب خصوصاً، والخطوات التي يتخذها الجيش في انتشاره في المناطق الجنوبية التي أخلتها القوات الإسرائيلية والتدابير التي يتخذها لحفظ الامن والاستقرار في البلاد.
والتقى لحود الرئيس رشيد الصلح الذي شكره على مواساة العائلة بوفاة شقيقته المرحومة نهلا الصلح. كما استقبل السيدة سونيا الراسي ونجلها النائب السابق كريم الراسي والسيدة رلى الراسي الذين شكروه أيضاً على مواساتهم بوفاة الدكتور طلال الراسي.
ومن زوار بعبدا رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس سليم صهيوني، ورئيس المنظمة الانكليزية ـ العربية نظمي أوجي.
على صعيد آخر، أبرق الرئيس لحود الى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مهنئاً بإعادة انتخابه رئيساً للجمهورية اليمنية، كما أبرق الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مهنئاً بالعيد الوطني للمملكة، معرباً عن «تقدير لبنان، رئيساً وشعباً، للدعم المتواصل الذي يلقاه اللبنانيون من السعودية، ملكاً وشعباً، والذي مكّن لبنان دوماً من مواجهة تحديات كثيرة في ميادين النهوض وإعادة الإعمار والثبات في الحق».
(وطنية)