رزان يحيى
مشاريع التخرّج لم تُقدّم... والنجاح مئة في المئة

طوال ثلاث سنوات دراسية، يبحث طلاب كلية الإعلام (الفرع الأوّل) عن أفكار جديدة ليجسدوها بمشروع يبرز قدراتهم على أن يكونوا جديرين بلقب «صحافي». إلا أن حرب 12 تموز الماضي حالت دون تقديم مشاريع البعض، سواء كان المشروع مجلة، أو فيلماً وثائقياً، «فذهب الجهد سدىً» .
أصدرت إدارة الكلية العلامات النهائية لطلاب السنة الثالثة، بناء على تقويم جهودهم خلال السنة، وهو الأمر الذي جعل فرحة الطلاب غير مكتملة. يذكر أنّ النجاح جاء بنسبة مئة في المئة للفرعين، باستثناء طالبتين لم تقدما الامتحانات أصلاً.
فمشروع التخرج لم يكن مجرد مادة ذات معدل عادي من العلامات، بل «سيرة ذاتية تظهر للعالم طريقة إبداعنا وأسلوبنا مع العمل الصحافي، وخصوصاً أن جزءاً منّا ليست لديه خبرة»، يقول كمال شعيتو، طالب الصحافة المكتوبة. ويشيد زميله حسن «بأهمية مشروع التخرج بما له من رمزية». لكنه يضيف أن المشاريع التي حضرت وكانت قيد التنفيذ، لم تعد ملائمة مع أوضاع اليوم بعد اندلاع الحرب. وفي إشارة إلى موضوع عن حكومة الظل كان مقرراً ضمن المجلة، يقول حسن: «كيف معقول الواحد يقرأ موضوع عن حكومة الظل بوقت الحكومة عم تتأرجح»، «المواضيع لم تعد تتلاءم مع اليوم، أصبحت ماورائيات»، كما يقول. لكنّ البعض لا يخفي حسرته. فحوراء تابعت منذ سنتها الأولى المشاريع على أنواعها وكانت تنتظر اليوم الذي تصدر فيه مشروعاً يحمل توقيعها. وهي كانت تنتظر اليوم الذي سينتقدها الدكاترة فيه، ويناقشونها، «شعور حلو، راح».
«الطلاب الذين سبقونا قدموا مشاريع وبعدنا سيقدم الطلاب مشاريع، أما نحن فجيل حرب»، تقول إحدى طالبات المرئي والمسموع. أمّا فاطمة، طالبة إذاعة وتلفزيون، فخسرت مشروعها مع استهداف المؤسسة اللبنانية للإعلام «المنار» عند قصف المؤسسة. تتحسر لعدم احتفاظها بشيء ملموس من عملها، وتشير فاطمة إلى أن القدرة المادية لم تعد موجودة لإعادة إنتاج الفيلم.
يشير مدير كليّة الإعلام والتوثيق الدكتور عماد بشير إلى أنّه، نظراً للظروف الاستثنائية، «تقرّر في مجلس الوحدة إعطاء علامات تقديرية من قبل المشرف على المشروع وأستاذ في لجنة المناقشة، وخصوصاً أنّ المشاريع كانت حيز التنفيذ». وأكّد بشير أنه عُمل بهذا الإجراء حتى يستطيع الطلاب تدبّر أمورهم بين سفر وإكمال دراسة وغيره، وخصوصاً أنّ عدد الأرصدة للمشروع ليس كبيراً. ويضيف بشير أنّ «معدّل العلامة على المشروع كان طوال السنوات السابقة بين 11 و 15، وهو ما يجعل الطلاب ناجحين مع المشروع أو من دونه». ودعا بشير الطلاب إلى تقديم مشاريعهم واعداً إياهم بيوم جامعي طويل تعرض خلاله الأفلام والمجلات بمشاركة جمهور من الطلاب والأساتذة. وأكد بشير أن الجامعة مستعدة لمتابعة المشاريع مع الطلاب، حتى المناقشة والتقويم. كما أبدى رغبة الجامعة في إنشاء مجلة وفيلم عن الحرب يوقع باسم الطلاب.