فاتن الحاج
يرفض المعلّمون في مدرسة جمهورية الأوروغواي الرسمية في الجمّيزة إقفال مدرستهم، ونقلهم إلى مدرسة الناصرة في كرم الزيتون «غير الصالحة للسكن والتعليم». وكان المعلّمون قد تبلّغوا قرار الإقفال، فطلبوا موعداً من رئيس المنطقة التربوية في بيروت الذي بادرهم بالقول «انتو ما عرفتوا اشتغلتوا». فَهِم المعلمون أنّ الأمر مرتبط بالوساطات، وخصوصاً أنّ مالك مدرسة الجميزة الذي ينتمي إلى فريق الأكثرية قد ربح الدعوى على وزارة التربية وينوي تحويل المبنى إلى مشروع سياحي.
وبما أنّ القرار بات نافذاً، يستبعد المعلمون استرجاع مدرستهم التي ينتمون إليها، لكنّهم يأبون الذهاب إلى مدرسة أخرى تفتقر إلى أدنى مقومات التعليم على حد تعبيرهم. يذكر أنّ مدرسة الناصرة في كرم الزيتون ستنتقل إلى مبنى كبير للدولة قريب من مدرسة الأوروغواي، وكان في السابق مدرسة البنات الجديدة قبل أن يقفل خلال الأحداث. وهنا يتساءل المعلمون لماذا لا يتم دمج المدرستين في هذا المبنى، طالما أنّ هناك قراراً أيضاً بإقفال مدرسة الناصرة في العام المقبل؟
إلا أنه بعد البحث، تبيّن أن مدير مدرسة الناصرة إميل مارون مدير أصيل. أما مديرة مدرسة الأوروغواي نوال روحانا فقد عيّنت بقرار وليست أصيلة، وبالتالي فإن الدمج سيرجّح كفة الأول، فيما ستخسر الثانية رتبتها. ويسأل المعلّمون في هذا الإطار: «متى سننتهي من عهد الوساطات ونتعامل مع بعضنا كأبناء وطن واحد، ومتى سنفهم أن لا مساومة في التربية؟».
وفيما تؤكد المنطقة التربوية أنّ المدرسة ستنتقل بأساتذتها وتلامذتها، يرى المعلّمون أن هذا الأمر مستبعد لأن الأهالي سيختارون المدرسة الأقرب إلى سكنهم، ما سيسبّب مشاكل للتلامذة بعدما اعتادوا على مدرستهم. مع العلم أن باب انتقال المعلمين إلى مدارس أخرى مفتوح، والبعض فكّر فعلاً بذلك.