أعلن حزب «البيئة اللبناني» في بيان له أن «نتائج العينات التي أخذها خبراء إيطاليون من مادة الفيول التي تسربت إلى الشاطئ، جراء قصف خزانات محطة الجية، بينت أنها تحتوي على مادة (Benzo(a)pyrene)، وهي مادة سامة، ويحتمل أن تكون مسرطنة، بحسب المراجع العلمية، ولا سيما «الهيئة العالمية للأبحاث السرطانية» (ايراك)». واستغرب الحزب عدم إصدار وزارة البيئة أي بيانات تحذيرية وإرشادية جديدة لرواد الشاطئ وآكلي السمك وثمار البحر والصيادين، بعد تسلّمها خلاصة نتائج فحص العيّنات. واستنكر الحزب السير البطيء والمتعثّر لعمليات التنظيف، وخصوصاً أنّ الفيول «قد يعود إلى البحر، وتذهب بعض الجهود هدراً، اذا لم يتم الإسراع في تنظيف المرافئ والخلجان والمغاور، وإذا لم تُعالَج الرمال المجموعة على الشاطئ وتُنَظف، ولا سيما مع تغير عوامل الطقس والتيارات البحرية». وتابع البيان: «لم يصدر عن وزارة البيئة أي تقرير جدي وشامل حول سير العمل والصعوبات، مع التحذيرات والتوجيهات الضرورية للمواطنين، منذ نهاية الحرب، يشرح كل هذه الأمور. فما معنى هذا التخبط اليوم وسوء الإدارة، بعد أن دخل على خط المعالجة كثر، من جمعيات ودول وخبراء وقطاع خاص وأموال وهبات. لمَ كل هذه الفوضى والغموض وقلة الشفافية؟».
وتساءل البيان عن تلزيم القطاع الخاص تنظيف الشاطئ، في وقت لم يُستخدَم فيه كل الآلات التي أرسلت بشكل هبات إلى لبنان، والتي كان بإمكان المتطوعين أن يشغلوها.
من جهة أخرى، وصلت أمس إلى مرفأ الجية باخرتان إيطاليّتان، إحداهما تابعة لوزارة البيئة الإيطالية والأخرى لخفر السواحل الإيطالي في مهمة لإجراء عملية مسح شامل ودقيق للتلوث النفطي الذي تسبب به تسرب الفيول من خزانات معمل الجية الحراري خلال العدوان الإسرائيلي، والمساهمة في رفع التلوث. وكان في استقبال الباخرتين والفريق الإيطالي، وزير البيئة يعقوب الصراف والسفير الإيطالي فرانكو مستريتا، يرافقهما مدير معمل الجيّة عبد الرزاق عيتاني.
يُذكر أنّ الطائرة المتخصصة ستقوم بمسح شامل للمياه الإقليمية اللبنانية، وبعرض 12 ميلاً، عبر تصوير جوّي ورادار بهدف الكشف عن أي بقعة نفطية لا تزال عائمة على وجه الماء، والقيام بجمعها. أما الباخرة «تيتو»، فعلى متنها فريق من الغطاسين ومعدات ضخ أساسية وغواصة آلية تستطيع أن تنزل تحت المياه وتصور في قاع البحر وتحدد تماماً كل المواقع التي توجد فيها ترسبات نفطية.
على صعيد آخر، يزور اليوم وزير البيئة يعقوب الصراف والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي منى همام مرفأ «الدالية» للصيّادين في الروشة، الذي تعرض للتلوّث نتيجة تسرّب نفط الجيّة.
(وطنية)