بنت جبيل ــ داني الأمين
«ما من هيئة صحية في العالم إلا زارت مستشفى الاستشهادي صلاح غندور في بنت جبيل، باستثناء الدولة اللبنانية». هذا ما أدلى به مدير المستشفى الدكتور فؤاد طه الذي أعلن أنه «برغم هذا الإهمال الرسمي، فإن المستشفى استعاد 70% من عافيته». ويلفت إلى «أن المستشفى يقدم خدماته الصحية مجاناً، وأن أغلب المرضى يرفضون نقلهم الى مستشفيات أخرى لأنهم لا يملكون نفقات الاستشفاء».
مستشفى صلاح غندور هو الوحيد في قضاء بنت جبيل المجهز لاستيعاب الحالات المرضيّة الصعبة وإجراء العمليات اللازمة، برغم عدم قدرته على استيعاب عدد كبير من المرضى. أما مستشفى تبنين الحكومي فيستقبل حالات الطوارئ فقط لإجراء الإسعافات الأولية.
وقد لجأ الهلال الأحمر القطري الى افتتاح مركز طبي في بنت جبيل بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني لمدة ستة أشهر، مع تأمين مستشفى ميداني متنقل بين القرى والبلدات الجنوبية. ويشير مسؤول الصليب الأحمر في بنت جبيل علي بزي الى «أن المركز يستقبل جميع الحالات المرضيّة بشكل مجاني، وهو قابل لإجراء الفحوص اللازمة باستثناء إجراء العمليات الجراحية وغيرها. وقد أنشأ الهلال الأحمر الإيراني مستشفى ميدانياً آخر في بنت جبيل».
وتعمل جمعية الشبان المسيحية (فرع بنت جبيل) على تقديم بعض الأدوية المجانية وكذلك جمعية أطباء بلا حدود والصليب الأحمر الدولي.
أما مستشفى ميس الجبل الحكومي (مرجعيون) الذي تم افتتاحه قبل أيام من العدوان الاسرائيلي، فهو يستقبل جميع المعاينات الطبية مجاناً. و«سيبدأ قريباً باستقبال الحالات المرضيّة التي تحتاج الى عمليات جراحية». ويقول مديره الدكتور محمد قبلان «توقف المستشفى عن العمل أثناء الحرب الأخيرة، بعدما تعرض للقصف والتهديدات الاسرائيلية، واستؤنف العمل مباشرة بعد توقف إطلاق النار، وانه برغم الاهتمام الكبير الذي لاقاه المستشفى من وزير الصحة العامة، فان لا دور لوزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة». أما عن المساعدات الطبية فيقول قبلان «قدمت الهيئة العليا للإغاثة كمية محدودة من الأدوية ليتبيّن لاحقاً أن الجزء الأكبر منها فاقد للصلاحية، وقد تم إتلافه».