برلين – غسان ابو حمد
الملف اللبناني والقرار 1701 حملهما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى برلين التي وصل امس إليها قادماً من ستراسبورغ. وقد حظي في المحطتين بتكريم لافت ودعم شفهي ووعود بمساعدات لإعادة الإعمار والبناء وبتسليح الجيش لمراقبة الحدود
  • السنيورة التقى ميركل وسط تكريم لافت... ولقاء مع سولانا رُتب «صدفة»
  • في عرض عسكري خاص وتكريم بروتوكولي مميز، استقبلت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوفد الوزاري المرافق. وأكدت في مؤتمر صحافي مشترك التزام المانيا مساعدة لبنان وتسليح الجيش اللبناني، وفي المقابل شددت على واجب المانيا التاريخي في الحفاظ على أمن دولة إسرائيل ووجودها.
    وقالت ميركل سوف: «نساعد على إعادة بناء الجيش اللبناني وتسليحه كي يتمكن من حفظ الأمن في لبنان».
    والتقى السنيورة بالإضافة إلى المستشارة الألمانية، كلًّا من وزير الخارجية فرانك شتاينماير ووزيرة التنمية هايديماري فيشوريك ــ تسويل، كما التقى وفد مجلس السفراء العرب المعتمدين لدى المانيا.
    واللافت في زيارة السنيورة لألمانيا هو اجتماع ثنائي جرى ترتيبه بينه وبين مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في غرفة جانبية من غرف الفندق الذي أقام فيه الوفد اللبناني.
    وأشارت مصادر في الوفد اللبناني إلى أن اللقاء عقد بناء على رغبة سولانا، وصيغ «بروتوكولياً» عبر خطة الصدفة التي جمعتهما، ولم تعرف فحوى المباحثات التي جرت، إلا ان وزير الخارجية فوزي صلوخ أشار إلى أن الرئيس السنيورة أطلع الوفد اللبناني المرافق على تفاصيل الاجتماع، وأشار صلوخ إلى أن سولانا هو صديق ومــؤيد لقضايا اللبنانيين.
    وفي ختام اللقاء مع ميركل، عقد مؤتمر صحافي في مبنى المستشارية، أشار فيه السنيورة إلى أهمية الدور الأوروبي وإلى مصلحة أوروبا في أن تكون جارة للشرق الأوسط والعالم العربي، مذكّراً بأن العرب مدّوا يدهم إلى السلام من خلال مبادرة السلام التي أطلقها ولي العهد السعودي في حينه الأمير عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.
    ولفت السنيورة إلى أن «لبنان دولة تعددية و«حزب الله» لبناني ممثل في مجلس النواب والحكومة، وهو من أعضاء مجلس النواب الذين صدقوا على خطة النقاط السبع من جهة، والقرار 1701 من جهة أخرى»، مشيراً إلى أن «حل مسألة السلاح يجب أن يكون عبر الحوار والتعاون بين جميع اللبنانيين، فلا يكون سلاح غير سلاح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقوة الدولية».
    وقال السنيورة إن زيارته لالمانيا «مناسبة لإبلاغ شكر الحكومة اللبنانية ألمانيا، حكومة وشعباً، على المشاركة بتنفيذ القرار 1701 وتقديم المساعدات التقنية الضرورية لحماية الحدود».
    وقال رداً على سؤال، ان: «الزيارة أتت لتوحيد وجهات النظر وتمتين العلاقة الثنائية بين البلدين، ولإعطاء ألمانيا المزيد من المجال للدخول والمشاركة في حل قضايا المنطقة».
    من جهتها، أكدت ميركل أن «مهمة «اليونيفل» لن تنجح إلا إذا طبقت كل أحكام قرار مجلس الأمن 1701 ووجدت حلول للنقاط الساخنة في الشرق الأوسط بما فيها النزاع الاسرائيلي ــ الفلسطيني»، مشددة على «أن الحل السياسي وحده يمكن أن يكون له مستقبل»، ومؤكدة أن «مهمة البحرية الألمانية مساعدة اللبنانيين على حماية حدودهم البحرية». ولفتت المستشارة إلى أن الواجب التاريخي يفرض على المانيا حماية دولة إسرائيل وضمان وجودها.
    واعلنت أن بلادها «تريد المساهمة في بناء لبنان مستقل بحيث توقف قوات «اليونيفل» تهريب السلاح، كما تساعد في تمكين الجيش اللبناني نفسه من أن يراقب ويحمي الحدود. وسوف يستمر التعاون الوثيق بين لبنان وألمانيا، مع دول أخرى، ترغب في أن تقدم سلسلة من المساعدات لإعـــــــادة إعمار لبنان وتمكين الحرس الحدودي والجمارك من ممارسة عملهم بنجاح أكبر في المستقبل».
    وقالت المستشارة: «إن إرسال قوات حفظ سلام ألمانية إلى لبنان يمثل
    البداية فقط» مشيرة إلى إرسال قوة بحرية خاصة الاسبوع الماضي
    للقيام بدورية في السواحل اللبنانية لوقف تهريب الاسلحة إلى «حزب الله».
    وأضافت: «إن ألمانيا ستعزز جهودها في إطار الخطوات التي تنفذها اللجنة الرباعية لإيجاد تسوية دائمة للصراع في الشرق الاوسط».
    مشيرة الى «أن ألمانيا ترغب في رؤية تسوية للصراع العربي ــ
    الاسرائيلي استناداً إلى حل إقامة دولتين» وقالت: «لتحقيق ذلك نحتاج إلى إقناع جميع جيران لبنان بأن تسوية سياسية هي الاسلوب الوحيد المتاح».
    وفي ختام اللقاء قال الوزير صلوخ إن اللقاء مع الجانب الألماني تناول مواضيع الساعة وأبرزها القرار 1701 «الذي ينفذه لبنان نصاً وروحاً بينما ما زالت إسرائيل تمتنع عن تنفيذه».
    وعن اللقاء مع سولانا، قال صلوخ إنه «لم يكن على جدول الأعمال، وقد تناولت الأبحاث جانباً من مهمة قوات الامم المتحدة «اليونيفيل» في لبنان». وأعلن أن الجانب الألماني وعد بتسليح الجيش اللبناني.
    على صعيد آخر أعلن مكتب الرئيس السنيورة «ان صحيفة هآرتس ذكرت على موقعها الالكتروني خبراً يقول ان الرئيس السنيورة التقى في ستراسبورغ مسؤولاً إسرائيلياً، يهم المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء ان يوضح ان هذا الخبر الملفق هو من السخف لدرجة انه لا يستحق التعليق عليه، وهذا دليل على الضيق الذي تشعر به اسرائيل نتيجة التعاطف الدولي والأوروبي مع لبنان استنكاراً للجرائم التي ارتكبتها ضد الانسانية في عدوانها على لبنان».