رأى الأمين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة أن النظام السياسي الطائفي في لبنان أداة لاستجلاب الوصايات الخارجية.وقال حدادة في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أمس بدعوة من المجموعة اليسارية: «إن الطبقة السياسية ــ الطائفية في لبنان لم تستفد من أية فرصة، ولا سيما بعد الانسحاب السوري من لبنان كي تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية وتعميقها، وبناء الدولة الديموقراطية الوطنية المستقلة، وتكريس وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، ولم يكن ذلك نتيجة لاختلافاتها السياسية كما تدّعي هذه الطبقة المسيطرة، بدليل أنها تجاوزت هذه الخلافات وأقامت تحالفات انتخابية في ما بينها بعد إقرار قانون انتخابي مفصّل على قياساتها الطائفية والمناطقية»...
وعرض حدادة لرؤية الحزب الشيوعي لطبيعة العدوان الأميركي ــ الإسرائيلي الأخير على لبنان وأهدافه، وتداعياته في المنطقة وقال: «إن إصرار المجتمع الدولي على نزع سلاح حزب الله كأولوية على جدول الأعمال اللبناني زاد من احتمال انفجار الوضع الداخلي استناداً الى توتر إقليمي مرتقب».
وأكد «مشروعية المقاومة وحقها في الدفاع عن أرضها وأسراها»، وأدان العدوان الأميركي ــ الإسرائيلي بشدة، ورأى أنه حصل «في لحظة اتّضح فيها فشل فريق 14 آذار في التمكن من نزع سلاح المقاومة، وفي الوقت الذي بات فيه المشروع الأميركي بحاجة ماسة الى تحقيق إنجاز ما يغطي تعثره وعجزه في العراق وأفغانستان وفلسطين». وركز على الدور الأميركي المباشر في إطالة أمد العدوان الإسرائيلي ومنع وقف إطلاق النار، لإتاحة الفرصة أمام العدو الصهيوني كي يرتكب المزيد من المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء العزّل، وباستعمال القنابل الذكية والمحرّمة.
ورأى في العدوان الإسرائيلي الأخير محاولة أميركية فاشلة للزعم بأنها وجّهت ضربة قاسية الى منظمة تعدّها «إرهابية»، ودعماً كبيراً الى قوى تحسبها ديموقراطية في لبنان».
ودعا حدادة أوروبا واليسار الأوروبي خصوصاً الى دعم لبنان وقضيته العادلة، والمساهمة في إعادة إعمار ما دمّر جرّاء العدوان الإسرائيلي ودعم الخيارات العلمانية ــ الوطنية والديموقراطية و«الكف عن تأجيج الصراع والكيل بمكيالين ودعم الأطر الطائفية الما دون ــ دولتية، التي لا تؤدي إلا الى استعداء الطوائف الأخرى واستنفارها على حساب الوطن والمواطن».
(الأخبار)