ثائر غندور
«نسمع من حين لآخر بأصداء إضرابات وتظاهرات تنطلق من الجامعات، هدفها إسقاط الحكومة»... هذا أحد أسباب رفض موظفي كلية طب الأسنان قرار الانتقال إلى المجمّع الجامعي في الحدث.
اعتصم موظّفو الكلية من دون طلابها وأساتذتها، ولم يتجاوز عددهم العشرين. وزّعوا بياناً ثم تراجعوا عنه، بعد رفض رئيس الهيئة الطالبية منصور شنتري الموافقة عليه: «لأنه يرتكز على أسباب طائفية ومناطقية». يرى الموظفون أن مجمّع الحدث «يقع في منطقة تعرّضت ولا تزال معرّضة للعدوان الإسرائيلي»، وتضيف إحدى الموظفات «إنه قرب المخيّم الأمني (المربع الأمني) التابع لحزب الله!». ثم يتلطّون وراء حقوق الطلّاب ومصالح الناس لاستجداء عطف الرأي العام فيشيرون في بيانهم إلى وجود مركز طبي يستقبل مئة وعشرين مريضاً يومياً، ويحوي ملفات لنحو أربعين ألف مريض «لا يملكون بدل الانتقال من سن الفيل إلى الحدث»، يقول الموظّف جوزف حدّاد، وكأن أسنان سكّان منطقة الحدث لا تمرض.
تستفزّ الموظّفة مارلين شديد وتقول: «بصراحة، نحن نخاف من الوضع الأمني هناك بعد الحرب». ويكمل الموظّفون في طرح مشاكل الطلّاب بدل مشاكلهم، فيشيرون في بيانهم إلى «صعوبة المواصلات، فالوصول إلى الحرم الجامعي يتم على طرقات ضيقة ومكتظة..». ويلجأون إلى نغمة الإنماء المتوازن «حفاظاً على حقوق سن الفيل»، فيطالبون البطريرك صفير بالتدخل «حفاظاً على مبدأ الإنماء المتوازن». ويختمون بيانهم بالطلب من المسؤولين «إلى النظر بجدية على تأجيل النقل لمدة سنة على الأقل، ريثما تتوضح الأمور بالنسبة للوضع الأمني، وكي لا يُفهم أن سرعة القرار نتجت عن تمرير المشروع خلال فترة الحرب».
تكلم الموظفون باسمهم وباسم الطلاب، ما استدعى ردّاً سريعاً من شنتري: «يمثلون أنفسهم فقط. أما بالنسبة للطلاب، فسنصدر قريباً بياناً مفصلاً عن موقفنا من الانتقال إلى مجمع الحدث. ويبرر وجود بعض الطلاب في الجامعة وقت الاعتصام إلى وجود امتحانات». وعند سؤال أحد الطلاب المعتصمين جاك حجّار عن سبب رفضه للانتقال يردّ: «لأن الموظفين لا يريدون ذلك» بالرغم من أنه لم يزر مجمّع الحدث مطلقاً. أما عضو الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة اللبنانية مقبل رياشي فيعتبر أن الموظفين لا يستطيعون رفض أي قرار، إنما «نلفت نظر المسؤولين لإعادة النظر به».
بدورها، أوضحت الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية أن سبب نقل الكلية إلى مجمّع الحدث هو محض أكاديمي، وقد تم إعلام عميدي الكليتين منذ شهر آذار بضرورة الانتقال بدءاً من العام الجامعي 2006 ـ 2007.