أعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتس أن التحقيق في القضية «يتقدم».وقال براميرتس، أمام مجلس الأمن الدولي أمـس، إن لجنة التحقيق «راضية عن التقدم الذي أحرز حتى الآن، لكنها بحاجـــــــة إلى دعم متواصل كامل وتام من المجتمع الدولي، سواء على الصعيد التقني أو القانوني»، مضيفاً أن «تحاليل الحــــــــمض الريبي النــــــووي لبقايا بشرية في مكــــــان الجــــــــريمة أعطت نتائج أساسيةوأوضح براميرتس أن «عدداً كبيراً من هذه البقايا، يبدو أنه يعود إلى الشخص الذي فجر الشاحنة؛ وهو رجل في العشرين من العمر تقريباً.
وتجري فحوصات طبية شرعية إضافية في محاولة لتحديد المكان الذي ينحدر منه هذا الشخص».
وبحسب التقرير الثاني الذي سلمه براميرتس للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنـان الاثنين الماضي، فإن وزن الشحنة الناسفة التي أودت بحياة الحريري «ربما وصل إلى 1800 كلغ من مادة تي ان تي، وقد يكون فجرها رجل قضى في الانفجار».
وتدرس لجنة التحقيق الدولية احتمال كون الحريري «موضع مراقبة سابقة ومحاولات اغتيال محتملة».
ورجح القاضي البلجيكي أن «فريق الاعتداء كان يعرف بوجود جهاز إلكتروني وقائي لحماية الموكب ورفيق الحريري، وأنه اختار طريقة لا يمكن لهذا الجهاز أن يحبطها».
وأشار براميرتس إلى أن «اللجنة تجد أن خلاصتها الأولى، التي كانت تشير إلى أن القضايا الـ 14 لم تأمر بها أو تنفذها 14مجموعة مختلفة أو 14 شخصاً مختلفين، قد تعززت»، في إشارة إلى 14 عملية اغتيال متفرقة وقعت في لبنان، منذ اغتيال الحريري، مضيفاً أن «لجنة التحقيق تتوقع أن صلات إضافية بين القضايا ستكون دليلاً على مجموعة أخرى من المعلومات والأدلة».
وشدد براميرتس على أهمية الحصول على مساعدة دولية متواصلة للتحقيق، وعلى الطابع المصيري لإجراءات حماية الشهود «لكي يتمكن عدد أكبر من الأشخاص الذين يملكون معلومات مهمة من التعريف عن أنفسهم ومساعدة» المحققين.
وكان براميرتس قد أعلن أن لجنة التحقيق تخطط لإجراء «50 مقابلة ذات صلة» في الأشهر المقبلة.
بدوره، رأى المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن التحقيق الدولي يجري «بطريقة مهنية»، ويجب أن يفسح له «الوقت والموارد الضرورية» بهدف كشف الحقيقة «من دون تسييس أو نظريات خاطئة»، مؤكداً استعداد دمشق الكامل للتعاون «ما دام التحقيق باقياً في إطاره المهني».
(د ب أ، أ ف ب)