البقاع ـ عفيف دياب
هل بدأت المراقبة الدولية للحدود اللبنانية ــ السورية فعلياً ام انها مجرد زيارة استطلاعية لوفد امني الماني من الشرطة الفدرالية؟
الجولة الميدانية، أول من أمس، للوفد الألماني (ليست الاولى) في منطقة المصنع وصولاً الى تخوم الحدود السورية في جديدة يابوس، تؤكد أن الهدف ليس فقط الاطلاع على الاحتياجات التقنية لنقطة المصنع الحدودية. بل تهدف الزيارة إلى تسجيل ورسم كل موقع «المصنع» وجواره اللبناني والسوري من خلال التقاط الصور الفوتوغرافية تمهيداً لوضع نقاط مراقبة لبنانية على بعض التلال المشرفة على الاراضي السورية من الناحية اللبنانية، والتي رآها الوفد الالماني (نقلاً عن مصادر لبنانية رافقت الوفد) ضرورية امنياً لمراقبة الحدود و«منع التهريب» سيراً على الاقدام او على «الدواب».
جولة الوفد الالماني لم تقتصر على نقطة المصنع، بل شملت ايضاً بعض النقاط الحدودية الاخرى التي يراها «الالمان» امكنة صالحة للتهريب! وأضافت المصادر لـ«الاخبار» ان الوفد الامني الالماني «لن يكتفي بهذه الجولة، بل ستكون له جولات اخرى في مناطق راشيا والبقاع الشمالي»، موضحة ان «الجيش اللبناني يقوم بدويات برية وجوية على طول الحدود مع سوريا بصورة يومية، ولا داعي لأن تكون هناك مراقبة على المراقبة»!
جولة الوفد الامني الالماني استطلعت عن كثب وبدقة، ساحة الجمارك اللبنانية في المصنع حيث تتجمع شاحنات النقل الخارجي الآتية براً من البلاد العربية. واطلع الوفد مباشرة على عمليات دخول هذه الشاحنات، وكيفية تفتيشها من عناصر الجمارك اللبنانية، مستوضحاً من الامن العام والجمارك عملهما التقني والفني في معرفة ما تحمله الشاحنات بعد دخولها الى الساحة.
وراقب الوفد الالماني من تل مشرف ساحة الجمارك عن كثب، مدوناً بعض الملاحظات التي يعدّ تنفيذها «ملزماً» للبنان حتى «يضبط التهريب»، كما قال مطلعون على الزيارة لـ«الاخبار». ودخلوا الى مقار الامن العام والجمارك في المصنع، وسألوا عن طرق العمل والمتابعة في تسجيل الدخول الى لبنان. وأوضحت المعلومات ان الوفد الالماني شدد على اهمية اجراء «تدريبات للعناصر على الاساليب والتقنيات الحديثة في مراقبة دخول الاشخاص والبضائع...». معتبراً «العمل المتبع في نقطة المصنع بدائياً».
زيارة وفد «الالمان» لمنطقة المصنع شملت ايضاً «الخط» العسكري السابق. واستوضح الوفد عن اجراءات الجيش اللبناني هناك. كما صعد الى جبل مشرف على المصنع والجانب السوري من الحدود، وتوقف عند دورية للجمارك اللبنانية كانت على تخوم جديدة يابوس، واستمع من العناصر عن عملهم وكيفية ملاحقة عمليات التهريب.
وأوضح رئيس الوفد الالماني الجنرال بالزن في تصريح له بعد الجولة في المصنع وعلى الحدود السورية، ان الزيارة الميدانية هي «بناء على طلب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، لتقديم المساعدة إلى لبنان في عملية مراقبة حدوده البرية، والاطلاع على ما تحتاج إليه النقاط الحدودية من معدات تقنية للمراقبة وضبط الحدود ومراقبتها بالطرق الحديثة».
رافق الوفد الالماني في جولته رئيس شعبة البحث عن التهريب في الجمارك اللبنانية، ورئيس مكتب الاتصال المحلي وليد هبر.
ومن الحدود اللبنانية السورية أيضاً، أفاد مراسل «الأخبار» في راشيا شريف سريوي، بأنّ مروحية تابعة للجيش اللبناني هبطت قبل ظهر امس «اضطرارياً» بين بلدتي الصويري ومجدل عنجر في البقاع، بعدما انجزت مهمة جوية في مراقبة الحدود اللبنانية ــ السورية فوق جرود مدينة راشيا مروراً بمناطق ينطا ودير العشاير. وقالت مصادر لـ«الاخبار» ان عطلاً فنياً طارئاً اصاب المروحية بعد اصطدامها بـ«رف» حمام. وعلى الفور حضرت مروحيتان الى المكان عملتا على نقل افراد طاقم المروحية التي اقلعت بعد ذلك الى قاعدة رياق الجوية.