لا تزال قضية مشاركة تركيا في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان تتفاعل في الأوساط الأرمنية التي تشهد تحركات عديدة، آخرها تحرك لشباب الطاشناق لنقل الموقف الأرمني الرافض لانضمام تركيا إلى اليونيفيل والطلب إلى اللبنانيين التضامن مع هذا الموقف الأخلاقي والمبدئي. فقد قام شباب الطاشناق خلال هذا الأسبوع بتوزيع مناشير باللغتين العربية والإنكليزية على المارة في الطرقات والساحات اللبنانية تبيّن بوضوح، ليس فقط الأسباب الأرمنية التي تدعو إلى مثل هذا الرفض، بل الأسباب اللبنانية الموجبة لرفض المشاركة التركية في اليونيفيل.وحمل الشباب مع الأعلام اللبنانية لافتات تشير إلى الممارسات التعسفية لتركيا بحق الشعبين اللبناني والأرمني، مع الإشارة إلى المعاهدات العسكرية الاستراتيجية بين تركيا وإسرائيل. وأكدت المناشير على أن قدوم الأتراك إلى لبنان سيخدم المصالح الإسرائيلية أكثر من المصالح اللبنانية لأن تركيا، حليف إسرائيل العسكري، لا تمتلك الشرط الأساسي المتمثل بالبقاء على الحياد بين طرفي النزاع.
وذكرت المناشير الأسباب الأرمنية وغير الأرمنية للاعتراض على قدوم الأتراك، منها عدم اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية والتعويض عنها، تاريخ تركيا الدامي في المنطقة، المعاهدة العسكرية التي تجمع بين تركيا وإسرائيل، احتلال تركيا لقبرص ومشاكلها مع اليونان وفرضها الحصار على أرمينيا. وطالب شباب الطاشناق التضامن اللبناني مع موقف الأرمن المبدئي ورفض قدوم الأتراك إلى لبنان حفاظاً على الكرامة الإنسانية ومصلحة لبنان، علماً أن البرلمان اللبناني اعترف عام 2000 بالإبادة الجماعية الأرمنية، الإبادة التي ارتكبتها السلطات العثمانية بحق الشعب الأرمني عام 1915، معرباًً عن تأييده المطلق لمطالب مواطنيه الأرمن، ومشيراً إلى أن الاعتراف الدولي بهذه الإبادة شرط أساسي لمنع جرائم مماثلة قد تحصل في المستقبل.
وقالت إحدى الشابات: «هذا التحرك يهدف إلى إيصال صوتنا لإخواننا اللبنانيين ليكونوا على وعي بأن تركيا التي اقترفت المجازر بحق العديد من الشعوب لا يحق لها المشاركة في مهمة حفظ السلام».
وتابع أحد الشبان: «نريد أن يعلم الجميع بأن هذا الموضوع ليس موضوعاً أرمنياً بحتاً، إذ إنه كما تعرّض الأرمن في نيسان 1915 لمحاولة إبادة كذلك تعرض الشعب اللبناني في 6 أيار 1916 لأبشع الجرائم على يد الأتراك».