فاتن الحاج
تتجدد معاناة الطلاب الفلسطينيين مع بداية العام الدراسي نتيجة تحديد وكالة «الأونروا» لعدد المنح التي لا تطاول سوى 5 % من الجامعيين. ولعل إقدام الوكالة هذا العام على رفع معدل النجاح المطلوب للحصــــول على قرض صندوق الطالب من 50/100 إلى 75/100 زاد الطين بلّة وخصوصاً أنّ الحاصلين على هذا المعدل لا يتعدون 15% من مجمـــوع الطلابدفع هذا الواقع الطلاب إلى التحرك باتجاه الوكالة، بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني (أشد)، فنفذوا أمس اعتصاماً رمزياً أمام مكتبها في بئر حسن رفعوا خلاله مذكرة إلى المدير العام ريتشارد كوك تشرح أزمتهم ومشكلات تربوية أخرى. كما ينوي الطلاب في الأيام المقبلة توجيه نداءات للعرب من أمام مكتب منظمة التحرير لتشمل مساعداتهم الفلسطينيين.
وسط إجراءات أمنية مشددة حمل المعتصمون لافتاتهم التي تدعو إلى زيادة الموازنة لبرنامج التربية والتعليم بما فيها المرحلة الجامعية. وتساءلوا: «لمصلحة من تجهيل الشعب الفلسطيني، ألا يحق لنا أن نكون أطباء ومهندسين وحملة شهادات جامعية؟».
تحدث عاصف موسى عن انتكاسة الصيف حيث «منعتنا الحرب من العمل لتأمين جزء من أقساطنا الجامعية فاضطر البعض منا إلى ترك الدراسة وملازمة البيوت». واستغرب موسى استثناء الدول العربية المانحة الفلسطينيين، «علماً بأنّهم يسكنون في البلد ويعانون أزمة اقتصادية صعبة». ودعا أصحاب الجامعات الخاصة إلى خفض أسعار الوحدة التعليمية ولا سيما أنّ عدد المسجلين في جامعات لبنان أكثر من ثلاثة آلاف و500 طالب. وتساءل موسى عن ايقاف مساعدات صندوق الطالب لاختصاصي الطب والهندسة.
عضو سكرتاريا لبنان في الاتحاد مروان يوسف تلا المذكرة التي طالبت إدارة الأنروا برصد ميزانية طارئة وتقديم المساعدة للطلاب في مختلف الجامعات، وخصوصاً ذات الأقساط المرتفعة.
تطرقت المذكرة إلى معالجة اكتظاظ الصفوف في الثانويات، فأكدت الإسراع في تنفيذ ما وعدت به الأنروا لجهة بناء المدارس الثانوية في مخيمات نهر البارد والمية ومية في صيدا وسعدنايل في البقاع والبرج الشمالي. وذكّرت بمطالب قديمة جديدة تتعلق بتعيين الأساتذة المتخصصين وتجهيز المختبرات العلمية وتطبيق مبدأ ديموقراطية التعليم من خلال وقف سياسة التسريب القسري، إضافة إلى تطوير العلاقة بين إدارة التربية والتعليم والمجتمع المحلي.