فداء عيتاني
حين تتصل بمصادر قائد القوات، ينصحك هؤلاء بعدم التحدث الى قائدهم سمير جعجع الذي يفضل درس الموضوع بعمق قبل التعليق على القرار الدولي الرقم 1701. لكن الحكومة ستتخذ موقفاً، وتوافق رغم التحفظات، فماذا سيكون موقف وزيركم؟ الجواب: “سنكون قد تمكنّا من درس الأمر والقيام بالاتصالات اللازمة بحلفائنا الى حين انعقاد جلسة مجلس الوزراء”.
الا أن جعجع يعود ويدلي بموقفه بعد زيارة رئيس الحكومة فؤاد الســــــــــنيورة فيــــــقول: “نحن نرى أن أي أمر يمكن أن يتخــــــــــذ لوقف الحرب في الوقت الحاضر يجب أن يتخذ”، داعيـــــــــاً الى الســــــير في قرار مجـــلس الأمن كما هو.
يرفض جعجع الإدلاء بأي تصريح لليوم التالي بعد صدور القرار الدولي. النائب انطوان زهرا يتحدث عن جلسة مجلس الوزراء (أول من أمس) محملاً الوزير الممثل لحزب الله محمد فنيش مسؤولية رفض الحديث عن سحب سلاح حزب الله، وبالتالي تعطيل تنفيذ الـ1701، “واضح من جو جلسة (أول من أمس) أن جلسة اليوم (أمس) لن تنعقد”.
الجلسة المؤجلة كانت مخصصة لتطبيق القرار ميدانياً، أو “الخطوات التنفيذية” بحسب زهرا، “نزع سلاح حزب الله وانتشار الجيش جنوب الليطاني”، يوضح، قبل أن يضيف: “الوزير فنيش رفض”.
لا يتــــــردد النائب عن القـــوات اللبنانية حين تسأله ان كان اتجاه الغـــــــالبية هو تجريد سلاح حزب الله في الإجـــــابة: “حزب الله هو من يرفض. هناك قرار دولي، لا يمكن تطبيق الشيء ونقيضه”، ولهذا فإن حزب الله تجنّب انعقاد جلسة مجلس الوزراء، كما يرى النائب زهرا، “حتى لا يتحدثوا في الموضوع” التطبيقي للقرار 1701.
وفيما يتجنب النائب وليد جنبلاط الاقتراب من الهاتف، حيث يأتيك من المخــــــــــتارة الجــــــواب نفسه «وليد بيك ليس قرب الهاتف» للإدلاء بموقــــف من القرار الدولي، وذلك على مدى يومين متتاليين، فإن مصــــــــادر السنيورة تحاول تجنب تحديد موقف، أو تسريب معلومات، في انتظار انتهاء جلسة مجلس الوزراء، الــــــتي تتأجل بحــــسب مصادر السنيورة للمزيد من التشاور، ولا شيء أكثر من ذلك.
وتشدد هذه المصادر على أن الموقف الشخصي لرئيس الحكومة هو ببساطة أن هذا القرار هو «لمصلحة لبنان»، وهو الموقف الذي أعلنه السنيورة في مؤتمر صحافي، ولا إضـــــافات.
كان موقف قريطم، ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري، متفائلاً بحذر على ما نقل عنه زواره الليلة الماضية. “القرار معتدل من الناحية اللبنانية”، هكذا يصف الحريري القرار الدولي، انه لا يغبن لبنان حقه، ووقف النار يرتبط بإرادة الطرفين الرئيسين في الصراع: حزب الله واسرائيل، وعلينا السعي الى وقف النار حالياً.
هذا الكلام الذي يقوله الحريري أمام القريبين منه والناشطـــين في تياره، يضيف عليه أن “الهــــم الأساس هو وقف النار لنتمــــكن من التفكــــــير بهدوء والانـــــتقال الى المرحلـــــــــة التالية، وليس من المفيد حالياً التنــــظير السياسي، ليس قبل وقف الأعمال الحربية في كل الأحوال”.
ويشدد الحريري على أن الواجب راهناً هو الوصول الى الحلول، “يجب وضع المسائل المطروحة ومطالبنا على الطاولة، وهو ما حصل، ونحول التجاذب العسكري الدموي الى تجاذب سياسي”.
إلا أن الأجواء المتضاربة حول وقف النار والتزامه تثير قلق الحريري، وعلى نحو خاص موقف وزارة الخارجية الإيرانية.