طلب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة طلب ارجاء جلسة الحكومة الاستثنائية التي كانت مقررة عند الساعة السادسة من مساء أمس بالتوقيت المحلي الى موعد يحدد لاحقاً “لمزيد من التشاور”.
ولم يكن مفاجئاً تأجيل الجلسة بسبب تفسيرات متضاربة للقرار 1701 وبروز مواقف سياسية حادة من قبل فريق الاكثرية. لكن الاسئلة زادت امس على خلفية المداولات الجانبية التي سبقت قرار تأجيل الجلسة والتي استعيض منها باجتماع وزاري ضم ممثلي قوى 14 آذار مع رئيس الحكومة سعوا خلاله الى موقف تصعيدي بغية تحميل “حزب الله” مسؤولية عدم تنفيذ القرار الدولي.
وقالت مصادر في الاكثرية ان لديها معلومات تفيد بأن قوة الدعم الدولية لليونيفيل في الجنوب لن تصل الى المنطقة قبل شهر من الآن في انتظار انقشاع الرؤية حول ما سيؤول اليه موضوع فرض عقوبات اقتصادية على ايران نهاية الشهر الجاري.
وترى هذه الجهات ان فرض هذه العقوبات سيكبل حركتها في المنطقة، وبخاصة في لبنان، بقيود دولية مشددة تمنعها من مواصلة دعمها المالي والتسليحي لحزب الله، وسيحرم طهران فرصة طرح نفسها بديلاً من العرب لتمويل بناء ما هدمه العدوان.
ومن وجهة نظر هذه القوى، فإن حزب الله سيحاول تمييع الجدل حول سلاحه الى ما بعد انقضاء هذه المرحلة، اذ انه يميل الى انتظار ما سيؤول اليه وضع المنطقة في ضوء طبيعة القرار الذي سيصدره مجلس الأمن حول ايران. وتخشى قوى 14 آذار من أن يؤدي وصول قوات دولية الى الجنوب، في ظل بقاء الحزب على سلاحه، الى بقاء الجنوب فترة طويلة ضمن معادلة تفاهم نيسان، وهو امر يسعى حزب الله الى فرضه كأمر واقع.

وتضيف هذه المصادر ان هناك ميلاً لدى قوى 14 آذار الى ممارسة ضغط على الحزب قبل وصول قوة دعم اليونيفيل، لكن هناك انقساماً بينها حول سبل ممارسة هذا الضغط. ونسب قيادي في الاكثرية الى رئيس الحكومة قوله انه ابلغ حزب الله موقفاً يفيد بأنه “لم يعد هناك من داع للحوار. فلتناقش قيادة الحزب طلبنا نزع السلاح، وابلغونا ما هو جوابكم، والجميع في انتظاركم بمن فيهم الرئيس نبيه بري الذي اصبح منزعجاً من موقفكم”.
وكانت جلسة الحكومة، اول من امس، انتهت على توتر . وسعى النائب سعد الحريري في الساعات الـ 24 الماضية مع الرئيس بري، لإيجاد حل وسط. وطرح الحريري مشروع تسوية يقضي بنقل سلاح الحزب الى ما بعد الليطاني وليس نزعه، وهذا ما ادى الى تأجيل الجلسة بالتوافق بين الحريري وبري.
الى ذلك، أجرى السنيورة أمس سلسلة اتصالات هاتفية شملت عاهل المغرب الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية اندونيسيا سوسيلو بابنانغ بودوبونو، ورؤساء الحكومة الايطالي رومانو برودي والتركي رجب طيب اردوغان والاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والباكستاني شوكت عزيز. ونقلت الوكالة الوطنية ان البحث في هذه الاتصالات تركز على استعداد هذه الدول للمشاركة في قوات الطوارئ الدولية. كما تلقى السنيورة اتصالاً من الرئيس حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي شددت “على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ القرار 1701”.
وتلقى رئيس الحكومة اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية السويد يان الياسن الذي ابلغه بقرار الحكومة السويدية عقد مؤتمر في 31 من الشهر الجاري لدعم لبنان على المستويات الاقتصادية والانسانية.
(الأخبار)