اشتدت المواجهة بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس قبل 12 ساعة من موعد تطبيق وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة.وكانت قوات الاحتلال دفعت بقوة مؤللة إلى منطقتي الطيبة والقنطرة في القطاع الأوسط في محاولة للتقدم إلى وادي الحجير، حيث فقدت عشر دبابات في مواجهة مع المقاومة يوم أول من أمسوأكدت المقاومة «ان مجاهديها يواصلون تصديهم لمحاولات العدو الدفع بدباباته وآلياته على محور الطيبة القنطرة، فبعد استهداف تجمع الآليات في المنطقة عند الثانية عشرة وإصابة عدد من الآليات، تمكن المجاهدون بواسطة الصواريخ المضادة للدروع من تدمير ثلاثة دبابات وجرافة على المحور نفسه، وتشاهد النيران تندلع في الاليات المتفجرة، بينما لا يزال ستة جنود صهاينة مصابين وملقين على الارض يستنجدون لإخراجهم من بين النيران».
وتمكنت المقاومة من تدمير دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة القليعة. واعلنت المقاومة «ان مجاهديها فجروا عند الرابعة و30 دقيقة من صباح اليوم (أمس)، عبوة ناسفة في جرافة تابعة لقوات العدو الصهيوني في تلة العويضة في العديسة، وقد ادى ذلك الى تدميرها واشتعال النيران فيها. وأفاد شهود عيان في بلدة العديسة بأن جنود الاحتلال شوهدوا يفرون من منطقة مشروع الطيبة باتجاه كروم الزيتون في بلدة رب ثلاثين، بعدما استهدفت المقاومة تجمعاً لهم قرب المشروع.
وفشلت القوة الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، في التقدم إلى وادي الحجير، المعروف تاريخياً بأنه أحد أهم معاقل حركات المقاومة منذ انتشار منظمة التحرير الفلسطينية في المنطقة في سبعينيات القرن الماضي.
وفي مواجهة التصدي المتماسك من قبل المقاومة، انسحبت القوة الإسرائيلية مجدداً إلى منطقة رب ثلاثين، القريبة من الحدود، حيث أخلتها المروحيات إلى الأراضي الإسرائيلية.
ووقعت قوة مشاة إسرائيلية في كمين نصبته المقاومة في واد بين بلدتي شيحين ومروحين، على بعد 30 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة صور، وأفيد عن إصابة خمسة جنود إسرائيليين بجروح تولت إحدى المروحيات عملية إخلائهم من أرض المعركة. ولا يزال حطام المروحية وجثث أفراد طاقمها التي أسقطتها المقاومة أول من أمس ترقد في وادي مريمين بين ياطر وكفرا. وذكرت المصادر أن مواجهات عنيفة تدور بين القوات الإسرائيلية والمقاومة بعد محاولات فاشلة للقوات المجوقلة في سحب أفراد طاقم المروحية القتلى. وطوق مقاتلو المقاومة القوة بعشرات المقاتلين، الذين يواجهون قوة أنزلتها ثلاث مروحيات إسرائيلية، بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.
وفي القطاع الشرقي من الجنوب، شنت المقاومة هجوماً على القوات الإسرائيلية في تلة عويضة، على بعد كيلومتر واحد إلى الشمال من خط الحدود، ودارت اشتباكات عنيفة، ودمرت دبابة إسرائيلية بتفجير عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق المؤدي إلى التلة. كما تدور اشتباكات في سهل الخيام قرب نبع الدردارة، وهي المنطقة التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية قبل ثلاثة أيام.
ولاحظ مراقبون أن أسلوب القتال المتبع مركب بحيث «تتقدم الآليات الإسرائيلية فتتصدى لها المقاومة بالصواريخ المضادة للدروع فتتدخل المروحيات الإسرائيلية لمطاردة المقاومين على أن تكمل الآليات تقدمها لتسقط في مواجهة مماثلةوفي القطاع الغربي ــ الساحلي، تقدمت القوات الإسرائيلية شمالاً باتجاه مدينة صور، فاحتلت فجراً تلة البياضة، المشرفة على كامل القطاع الساحلي، وفق ما ذكرته المصادر الأمنية.
وأفادت بأن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في البياضة بإنزال عناصر محمولة بالمروحيات، لكن مصادر المقاومة أشارت إلى أن مقاتليها عادوا وهاجموا القوات الإسرائيلية في التلة الاستراتيجية، وأوقعوا إصابات في صفوفها. كما أعلنت المقاومة أنها أسقطت طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار فوق بلدة عبا بصاروخ ارض ــ جو.
ورداً على تصريحات ضباط الاحتلال أن هدف التوسع البري القيام بعمليات لضرب المقاومة والبحث عن مواقع انتشارها، أعلنت المقاومة أن «المجاهدين قاموا بعمليات تفتيش بحثاً عن وجود أي قوات معادية في خراج القرى أو التلال والأودية بهدف تنظيفها». وعلى صعيد القصف الصاروخي على شمال فلسطين المحتلة، قصفت المقاومة مدينة حيفا «رداً على ما ارتكبه العدو الصهيوني من استهداف للمدنيين في الضاحية الجنوبية وما يقترفه من عدوان على الشعب اللبناني، بدفعات من صواريخها».
كما قصفت بصليات عديدة من الصواريخ مستعمرات كريات شمونة، كفر جلعادي، كفر يوفال ومسكافعام. وأعلن قائد الدفاع الداخلي في الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 250 صاروخاً أطلقها حزب الله من لبنان سقطت امس في اسرائيل. وهذا اكبر عدد من الصواريخ يطلق في يوم واحد، وكان سجل في الثلاثين من تموز سقوط 231 صاروخاً. وأدى سقوط هذه الصواريخ إلى مقتل إسرائيلي وجرح 12 آخرين حسب مصادر طبية. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل خمسة جنود إسرائيليين يوم أمس في المعارك، في حين أكدت المقاومة سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف قوات الاحتلال.
(وطنية, رويترز, أ ف ب, يو بي آي)