عفيف دياب
لم تكن رحلة "قافلة" الرحيل القسري من الجنوب واليه "آمنة". خبز "صناع" القرار الموت لرحلة النزف البشري على طول "دروب" الجنوب... كان ينقصهم "دم" الأرض من أجل "فطيرتهم".
زويا...
لم أتمعن جيداً حين قرأت اسم "خالد" في قائمة شهداء "القافلة". ولم أكن أدري أن حبيب قلبك في أتون هذه الرحلة... سمعت صوتك ينادي بوجع الحب. لقد كذبت عليك لحظة قلقك وأخبرتك أن اسم خالد ليس في "القائمة"... وأقسمت لك بكل شيء أنه ليس واحداً من "شهداء" قافلة الحزن القاتل.
لم أكن أدري أن "الموت" سيكون قاتلاً لحظة خطفه لعريس كان على مرمى حجر منك.. لم أستطع أن أقول لك إن خالد استشهد في موكب "النزوح" الأكبر في تاريخ البلاد المقطّعة أشلاء على قارعة الزمن. لم أكن أعلم أن وجع القلب سيكون "دامياً". أعلم أنك منذ شهر تنتظرين قدوم خالد من مرجعيون.. "جمحة" فرس كانت تفصل بينكما. كاد أن يصل اليك مع ابتسامته الجنوبية.
عفواً "زويا"... لم أستطع أن أقول لك إن "خالد" استشهد. لم أستطع أن أصدّ محاولاتك المتكررة في معرفة "الحقيقة" الموجعة والمحزنة. صنعت لك حكايات حتى تمر ليلة "النزوح" الموجع. أتعلمين أنك وخالد ولدتما في بلاد "النزوح" وأنكما تعشقان كفرشوبا قبل أن نعود كلنا إليها، وصنعتما فرحاً في ساحات النبطية وأنتما تلعبان في حقول التبغ.
عفواً زويا... ستبقى حقــــــــول التبــغ تصنع فرح الجنوب.

*المهندس خالد عبد الله. استُشهد في الغارات الجوية التي استهدفت ليل الجمعة قافلة "مرجعيون" لحظة وصولها الى بلدة كفريّا في البقاع الغربي. يشيّع جثمانه فور العودة الى كفرشوبا...