نادر فوز
استمر حذر اللبنانيين وترقبهم في بيروت وجوارها، ولم يطمئنهم القرار الإسرائيلي بوقف إطلاق النار صباح اليوم. فزادت عطلة نهار الأحد قلّة الحركة في الشوارع. وتفاوت إقبال المواطنين على المحال التجارية من منطقة لأخرى. ما زالت مقاهي كورنيش «الروشة» تعيش إحدى أسوأ حالاتها. فبعدما كانت تعجّ يومياً بالزبائن والسياح، أصبحت الطاولات والكراسي فارغةً تماماً إلا من أصحابها وعائلاتهم. «فيه حركة تحسّن بشكل طفيف»، يقول أحمد، صاحب أحد محلات الحلويات. التحسن يبدو من خلال شخصين أو ثلاثة يدخلون المحل في اليوم! هؤلاء يكونون من المهجرين، ثم يتابع: «منظر البوارج ما بيطمّ».
تغوص منطقة «سوليدير» في صمت كبير بعد «ضجّة» الموسم السياحي الذي عطّلته الأحداث الأخيرة. لا تعكّر هذا السكون أحياناً، إلا أحاديث رجال الأمن أو تجوّل موظفي المؤسسات في المنطقة. مسموح دخول المواطنين بشكل عادي، لكن الإجراءات الأمنية مكثّفة رغم ندرة الزوّار. الـ«بيتي كافيه» هو المطعم الوحيد الذي استمر بالعمل في الفترة السابقة، لكن ليس لاستقبال الزبائن، بل للتبرّع بحوالى ستة آلاف وجبة غذائية للنازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. ويقوم مطعم مجاور له باستقبال الزبائن، معظمهم من الصحافيين أو من العاملين في المنطقة. رغم الغياب التام لروّاد «الوسط التجاري»، يستمر بعض التجار بالعمل. «مش فاتحين للشغل، بس للصمود»، يقول أحد أصحاب المحلات.

لم تتأثر منطقة «الأشرفية»، وخاصة «ساحة ساسين» بأجواء الحرب الدائرة بين المقاومة و«إسرائيل». قلّت نسبة الزبائن، لكن معظم المقاهي والمطاعم تتابع عملها بشكل اعتيادي. لكن إقفال بعض المقاهي ليلاً زاد عدد الساهرين على أرصفة «ساسين» ومقاعده. «هنا يشعر الزبائن بالاطمئنان» يقول يوسف، الموظف في أحد المقاهي، فـ«الأشرفية غير «معنيّة» مباشرةً بالحرب الدائرة». حتى الـ «ABC»، لم يتأثر تجّاره كثيراً، إذ فتحت المحال أبوابها واستقبلت الزبائن كالعادة. زياد الذي يملك محلاً لبيع الألبسة، يقول إنّ نسبة الزبائن انخفضت 60 بالمئة، لكن الأمر «جيّد نسبةً للأسواق الأخرى اللي انعدم فيها الشغل».
شارع «الحمرا»، الذي عادت إليه الحياة نسبياً، يشكو كل تجاره انعدام حركة العمل. أكثر المحال التي يتردد إليها الزبائن هي محال المأكولات والعصير. تشكو هيام إصرار صاحب العمل على متابعة «فتح المحل»، «ما في شرّا والأجواء خطرة». عاصي، الذي يملك محلاً لبيع الأحذية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، يكمل بدوره دورة الحياة العادية، «هي ذاتها، الجلوس بالبيت أو بالمحل، منتسّلى عالقليلة». عاصي عايش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت ويقول إنّ في أيام الاحتلال كانت الحال أفضل مما هي اليوم من حيث البيع والشراء. وقف العمليات الإسرائيلية غير المعلن سمح للمتسوّلين بالعودة أيضاً إلى أشغالهم؛ فاحتلّ العديد منهم، بعد غياب لأسابيع، زوايا «الحمرا» ومحيط المطاعم ومحلات بيع الأكل السريع.