جورج شاهين
مع حلول صباح اليوم تكون الهدنة المعلنة بموجب وقف العمليات العسكرية في الجنوب قد تجاوزت الـ48 ساعة، من دون أن تسجل قوات الطوارئ الدولية أي خرق يذكر من الجانبين، فلا القوات الاسرائيلية حاولت التقدم، ولا «حزب الله» حاول المس بقوات الاحتلال رغم بقائها على أراض لبنانية.
لكن هذه الوقائع لم تغيّر في النقاشات الداخلية حول الملفات الأساسية، وخصوصاً في ما يتعلق بسلاح المقاومة، وبشكل انتشار القوات الدولية جنوبي نهر الليطاني وتوقيته، ليبقى الملف مفتوحاً على جدل بين أطراف من قوى 14 آذار وأخرى من أطراف متعددة.
وبمعزل عما هو معلن، قالت مصادر أمنية مطّلعة إن الدول التي أبدت استعداداً للمشاركة في هذه القوات لا تزال تنتظر «أمر العمليات» الذي يتوقع أن يصدر في غضون أيام عن الأمم المتحدة لتعزيز قوات «اليونيفيل» الموجودة في الجنوب، وهذا ما عبّرت عنه باريس التي تنتظر «ضمانات جدية»، وروما التي طالبت بتفويض القوة مهمة «واضحة وخالية من أي التباس» قبل الإقدام على أي خطوة إضافية.
في هذه الأجواء، قال أحد وزراء الأكثرية لـ«الأخبار» إن عدم تسليم «حزب الله» الحكومة برنامجاً واضحاً حول مصير سلاحه يشكل عائقاً أمام تحديد جلسة جديدة لمجلس الوزراء، وأمام اتخاذ الدول المرشحة للانضمام الى القوات الدولية قرار نشر وحداتها في الجنوب. وأوضح أن ما نقل عن أجواء جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي «كان مجتزأً، وفي قناعتنا أن الحزب لن يعترض على مثل هذا البرنامج المطلوب بموجب ما نصّ عليه القرار 1701. ففي الجلسة التي سبقتها يوم الاثنين، مطلع الأسبوع الماضي، طرح وزير الدفاع الياس المر الأمر مؤكداً بأن الجيش لن ينتشر إلا بعد ضمان إخلاء منطقة العمليات من أي وجود مسلح، ولم يعترض أي من وزراء الحزب».
وأضاف الوزير : «على هذا الأساس سألت الوزير محمد فنيش في جلسة السبت: أفهم منك أنكم لن تسلّموا سلاحكم الموجود جنوبي الليطاني؟ فقال لي: كلا وبكل وضوح! بعدها صمتت... وقلت في نفسي: كل شيء فهمناه كان خطأ».
أما الوزير جان أوغاسبيان فرأى أن كل المعطيات «قد تتبدل بفعل ما نراه من مفاجآت في ظل الانسحاب السريع للقوات الاسرائيلية، وهو أمر يشكل مفاجأة غير محسوبة»، لافتاً الى أن التحضيرات الدولية التي باشرتها قوات «اليونيفيل» لانتشار السرايا الأولى للقوة الدولية المنتظرة في وقت قياسي «قد لا يكون محسوباً بهذه السرعة». وأضاف: «اذا صح أن الجيش اللبناني سيكون جاهزاً للانتشار الخميس، واذا راقبنا وتيرة اللقاءات التي يشهدها مقر القوات الدولية في الناقورة لترتيب خطط الانتشار، فإن اموراً كثيرة قد لا تعود صالحة للنقاش».
وحول ما تردد عن قرار تزويد القوة الدولية حاملة طائرات ودبابات وأسلحة هجومية ثقيلة، قال أوغاسبيان: «لم نناقش هذا الأمر على الإطلاق، لا في مجلس الوزراء ولا في أي مواقع أخرى».
وعلى كل حال، يتوقع أن يخرق اللقاء المنتظر اليوم لقوى 14 آذار في منزل الوزيرة معوض الصمت الذي التزمته هذه القوى إثر الكلمة المتلفزة الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وكانت هذه القوى انشغلت في الساعات القليلة الماضية في لقاءات غير معلنة. وتؤكد مصادرها أن البيان المتوقع سيردّ بعنف على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى حديث السيد نصر الله.