توجه آلاف النازحين اللبنانيين عائدين إلى منازلهم أمس، في الوقت الذي حافظت فيه الهدنة على تماسكها لليوم الثاني وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحابها من بعض المواقع التي احتلتها.وقالت مصادر أمنية لبنانية انه خلال الليل غادر جنود إسرائيليون بلدة مرجعيون التي كانوا قد احتلوها الخميس، وأكملت القوات الإسرائيلية انسحابها أمس نهائياً من المدينة ومن برج الملوك واجزاء من القليعة.
ولا تزال بعض خلايا عناصر المشاة في الجيش الإسرائيلي متمركزة في منازل سكنية خالية من أهلها في مختلف القرى الواقعة على الحدود. وصدم المواطن علي محمد حسين العائد إلى بلدته حولا برؤية الجنود الإسرائيليين أمامه أمس، فسارع إلى إيقاف سيارته حتى كادت الفرش تهوي عن سقفها.
وشوهد في المكان نحو خمسين جندياً يصوبون أسلحتهم نحو السيارات التي توقفت بحذر على بعد مئة متر منهم، وفيما كانت تتقدم ببطء، كان جنود آخرون يغادرون منازل تحصنوا فيها طوال ثلاثة أيام، ثم توجهوا سيراً من دون الاستعانة بمصفحات إلى الطريق المؤدية إلى مستعمرة المطلة.
وصرح مسؤولون إسرائيليون وديبلوماسيون غربيون بأن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد دفع بقوة قوامها 30 ألف جندي لقتال حزب الله يعتزم بدء الانسحاب من جيوب صغيرة بجنوب لبنان وتسليمها لقوات دولية في غضون يوم أو اثنين.
وإسراع إسرائيل بالانسحاب يعكس قلقاً متنامياً لديها من أن تصبح قواتها على الأرض هدفاً سهلاً لهجمات المقاومة. وقال ديبلوماسيون غربيون ان المسؤولين الاسرائيليين «يريدون خروجاً سريعاً في غضون أسبوع أو أسبوعين».
ووصلت إلى الحدود صباح امس قوة من سلاح المظليين كانت تتمركز في عمق جنوب لبنان. وقال موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إن قوة المظليين هذه أُنزلت يوم السبت الماضي في القطاع الأوسط من جنوب لبنان، وكان يفترض أن تتقدم باتجاه مدينة صور. وأضافت يديعوت أحرونوت: إن هذه القوة أحضرت معها أشلاء جثث 5 جنود إسرائيليين قتلوا بإسقاط مروحية حربية يوم السبت الماضي بنيران مقاتلي حزب الله.
وقال مصدر سياسي لبناني إن إسرائيل قد تنسحب كلياً من لبنان يوم الأربعاء وتسلم المواقع التي تخرج منها لقوة الأمم المتحدة مفسحة المجال أمام بدء انتشار الجيش اللبناني في المنطقة ابتداءً من الخميس.
وكانت إسرائيل قد قالت في البداية إن قواتها لن تبدأ بالانسحاب قبل بدء انتشار قوة موسعة من قوات الطوارئ التابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) الى جانب قوات الجيش اللبناني.
وصرحت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن مزيداً من القوات انسحبت خلال الليل، لكنها رفضت اعطاء ارقام. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية في تقارير ان الف مظلي عبروا الحدود الى اسرائيل، وهو ما رفع عدد الجنود العائدين الى الفين.
وفيما يسلط الضوء على هشاشة «وقف القتال»، قال الجيش الإسرائيلي ان حزب الله أطلق أربع قذائف مورتر ليلة أول من أمس سقطت قرب قوات إسرائيلية في جنوب لبنان من دون أن تؤدي إلى سقوط قتلى أو جرحى. وكان الجيش الاسرائيلـــــــي قد أعــــــلن امس انه قتـــــل مســـــلحاً واحـــــداً علـــى الأقل في تبادل لإطلاق النار بعد بدء سريان الهدنة.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة جان ــ ماري غيهينو ان الامم المتحدة تأمل ان تتمكن طلائع القوات التي ستعزز صفوف قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) من الوصول الى جنوب لبنان «في غضون عشرة ايام».
وقال غيهينو في تصريح لإذاعة «اوروب1» الفرنسية: «آمل ان نتمكن من الحصول سريعاً جداً على اول التعزيزات» لليونيفيل بموجب قرار مجلس الامن الدولي 1701.
وقالت مصادر مقربة من الامم المتحدة ان اجتماعاً عقدته قيادة قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) مع ضباط لبنانيين واسرائيليين الاثنين بحث في مشروع ينص على بدء الانسحاب الاسرائيلي ابتداءً من الاربعاء. وبحسب المشروع الذي لم يُقر بعد، فإن الاسرائيليين سيسلمون مواقعهم الى اليونيفيل على ان يتولاها الجيش اللبناني ابتداءً من الجمعة قطاعاً تلو الآخر.
(الأخبار، وطنية،
يو بي آي، أ ف ب، رويترز)