جورج شاهين
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان حصلت محاولات لترتيب اجتماع لقادة فريق 14 آذار. حكاية هذا الاجتماع الذي لم يتم بدأت مع اقتراب الحديث عن قرار مجلس الأمن الدولي في النصف الثاني من الأسبوع الماضي. أحدهم أكد أن الاجتماع “سيتم خلال ساعات لأن التطورات المتسارعة تفرض ذلك”، فيما أكد آخر أنه “ليس لدي أي علم باجتماع قريب، إلا اذا حضر النائب سعد الحريري وهو أمر منتظر خلال ساعات”... بعد عودة الحريري“سيكون هناك لقاء ربما في نهاية الأسبوع اذا سمحت الظروف للشباب ليكونوا كلهم حاضرين”، لا لقاء “ هناك لقاء الليلة في قريطم مع وليد بك وبعده نحكي باللقاء الموسع”.
كان مقررا عقد اللقاء مساء الاثنين الماضي، لكنه صادف الموعد الأسبوعي للقاء نواب المستقبل، “قد نلتقي مساء الثلاثاء”. “ لا لقاءً الليلة سنلتقي بعد ظهر غد الأربعاء عند الوزيرة نايلة معوض”... طار الموعد “إذ لم نكن على علم بأن هناك جلسة استثنائية لمجلس الوزراء”، بحسب أحد أركان 14 آذار.
لماذا لم يعقد اللقاء قبل عودة الحريري أو بعدها فوراً؟
مصادر قيادية في اللقاء تؤكد أن ليس ما يمنع من عقده، لكن المواعيد تتضارب واتصالات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب الحريري، وانشغالات وزراء الأكثرية في مواكبة العدوان، والمفاوضات التي قادتها الحكومة في مجلس الأمن كانت كافية لتشكّل عائقا أمام اللقاء.
في المقابل يظنّ أحد أعضاء اللقاء أن كل هذه الأمور “لم تكن لتعطل اجتماعا تقرّر عقده أكثر من مرة ولم يحصل”، مشيراً الى أن أجواءً من البلبلة تسود بعض أوساط هذه القوى وفي ما بينها لأكثر من سبب، بعضها يعود الى تسارع الأحداث في شكل«لم نكن نتوقعه خلال الأسابيع الأربعة الماضية»، وبعضها الآخر يعود الى انهماك بعض القوى في “لملمة أطرافها» جراء الزلزال الذي أحدثه العدوان في صفوفها على أكثر من مستوى قيادي وشعبي.
أضف الى ذلك، بحسب أحد وزراء اللقاء الذي لم يشأ الكشف عن اسمه، “انتظار أن ينجلي غبار المعركة بين حزب الله وإسرائيل منذ 12 تموز الماضي، والتي تحولت لاحقا الى معركة بين إيران وسوريا من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما”. ويقول الوزير: “بعد عملية السطو التي تعرض لها انتصار حزب الله على أيدي النظامين السوري والإيراني، لم يعد هناك 14 آذار بالمعنى المجازي للكلمة، بل بات لدينا همّ جدي بضرورة العمل لحماية البلاد مما ينتظرها من استحقاقات داخلية، أولها وقف التحريض الطائفي والمذهبي، والحد من الفرز السياسي الحاد الذي رافق النقاش حول سلاح المقاومة”.
أضاف: “ما جاء على لسان الرئيسين السوري والإيراني دفعنا الى التريث قليلا في قراءة التطورات الداخلية والخارجية لتبين ما اذا كانت هناك حرب عالمية أخرى ستندلع اذا هوجمت المفاعلات النووية الإيرانية، ناهيك عما ستؤول اليه الهجمة الديبلوماسية الأوروبية في اتجاه لبنان وخصوصا من الدول المرشحة للمشاركة في القوة الدولية التي ستساند الجيش اللبناني في المنطقة الأمنية جنوب نهر الليطاني، وكل ذلك يجري على وقع الضغوط الأميركية على لبنان والمنطقة”.
ويظنّ الوزير نفسه أن قوى 14 آذار التي ترى في بعض ما جرى بعد وقف العمليات العسكرية “سعيا من بعض القوى المعارضة للانقضاض على دولة الأكثرية» ما يدفع في اتجاه «لملمة الأطراف» وتوحيد القوى من جديد وتجاوز بعض الحساسيات التي أنتجتها ضغوط الحرب «والمخاوف» التي تسبب بها بعض ما جاء على لسان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بإعلان «استقلاله المالي بعد العسكري»، وخطابي الرئيسين السوري والإيراني. “فليس صحيحا ما قيل عن خلافات في وجهات النظر بين الرئيس السنيورة والنائب الحريري وبين الأخير وجنبلاط، ولا في صفوف كتلة المستقبل، ولا في تركيبة اليسار الديموقراطي، ولا بين وزراء الأكثرية في الحكومة والاتهامات التي وجهت إلى البعض منهم بالانضمام المفاجىء الى كتلة الوفاء للمقاومة».