ناصر شرارةيجول عقل الرئيس حسيني الحسيني في كل شيء، على نحو يذكّر بجواهر آل نهرو الذي كان يقول للصحافيين الذين يقصدونه لحديث خاص معه: «تعالوا نتحدث في كل الامور من البحر الى البحر».اول الحديث وآخره عن ضرورة انخراط الجميع في مشروع الدولة. وملاحظاته تطاول الجميع لجهة سلوكياتهم بما ينافي مظهر الدولة. يقول: «ارتفع الصوت عندما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه سيبني ما هدمه العدوان، قائلين طارت الدولة. وأنا اضيف أنه عندما قبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الهبة التي قُدّمت لبناء جسور من دون العودة الى الحكومة لتحديد وجهة صرفها طارت الدولة أيضاً».
ويضيف الحسيني: «في كلمته الاخيرة تحدث السيد نصر الله عن الدولة، وهذا امر جيد، وهو كان محقاً عندما تساءل: ولكن اية دولة؟ وحددها بالعادلة والقادرة. وأنا اقول إنه لا توجد دولة. نحن في ورشة محاصصة. وأعتقد أن الجميع حالياً في مأزق، وسفينة النجاة هي الالتحاق بمشروع الدولة».
ويُعرب الحسيني عن اعتقاده بأن لبنان «لم يكن ناجحاً في خوض المعركة الديبلوماسية في الامم المتحدة خلال العدوان الاخير. فالموقف الديبلوماسي اللبناني لم يُبرز مكامن حجتنا القوية. ادارة معركتنا الديبلوماسية صوّرتنا كأننا دولة تهجم على اسرائيل. في الواقع، لبنان ما كان يوماً دولة مواجهة، ولن يكون كذلك في المستقبل. فالمقاومة لم تنشأ نتيجة الاحتلال، بل نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية منذ الستينيات. نحن دائماً كنا في حالة الدفاع عن النفس. والمطلوب تطبيق اتفاق الهدنة الذي يضمن الامن بكفالة دولية على جانبي الحدود».
وعمّا يشاع عن سعي دمشق الى تنفيذ «انقلاب سياسي»، يجيب الحسيني: «منذ فترة طويلة لم أحادث السوريين، لكن كل الذين ينقلون لي أجواءهم يشيرون الى أن كل المسؤولين هناك يتحدثون بلهجة نقدية للمرحلة السورية السابقة في لبنان، وينبغي تصحيحها لمصلحة اقامة علاقة سوية». لذلك، يعتقد الحسيني بأن مضمون الخطاب الأخير للرئيس الاسد «يندرج في واحد من احتمالين: إما أنه إعلان عن استعداده لبدء التفاوض بعدما تأكد موت عملية السلام التي نعاها عمرو موسى، وإما أن لدى القيادة السورية معلومات عن أن دمشق مستهدفة، فأعلن انتماءه الى محور المقاومة. ومعطيات الاحتمال الاول قوية، اذ تعلم دمشق أن كبار المنظّرين في اسرائيل حضّوا أخيراً على الحوار معها، كما أن القرار 1701 فتح ثغرة أمام الحل الشامل بتفويضه الامين العام للامم المتحدة التحرك في هذا الاتجاه. لذا قد يكون خطاب الاسد محاولة لملاقاة هذا التطور».
ويختم الحسيني بأن تجربة جورج بوش «لن تتكرر في البيت الابيض. وقد تبحث اسرائيل في تكرار عدوانها على لبنان قبل نهاية ولاية بوش. وقد يكون من مصلحتنا أن نفوّت عليها هذه الفرصة حتى نهاية ولاية الادارة الحالية».