صيدا ــ الأخبار
لم يحل العدوان الاسرائيلي على لبنان وما خلّفه من مجازر وتدمير وتشريد، دون لجم الانقسام السياسي في مدينة صيدا بين آل الحريري من جهة ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري المتحالف مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد.
وقد تجلى هذا الانقسام إبان العدوان، عندما استقبلت عاصمة الجنوب عشرات الآلاف ممن نزحوا عن مدنهم وقراهم في الجنوب هرباً من آلة القتل والتدمير الاسرائيلية، في غياب التنسيق بين «مؤسسة الحريري» التي تولت إدارة عدد من المراكز التي آوت النازحين، وبين بلدية صيدا التي نسّقت عملها لاستيعاب النازحين مع المؤسسات والجمعيات الأهلية التي نالت القسط الأكبر من عملية الاستيعاب. ورأى البزري أن فريقاً واحداً «آلى على نفسه العزف منفرداً من دون التنسيق مع أحد».
وقد تجدد هذا الانقسام مع انتهاء العدوان وبروز التنافس بين آل الحريري والبلدية على التعهد بإعادة بناء جسر الأولي في مدخل صيدا الشمالي. اذ أعلنت النائبة الحريري عن تقديم النائب سعد الحريري وشقيقه بهاء هبة لإعادة بناء جسور الأولي والرميلة وسينيق والزهراني التي دمرتها الغارات الإسرائيلية. وأشادت الحريري خلال الإعلان بالمقاومة وصمود أهل الجنوب، ونددت بهمجية العدو، ودعت الى النهوض بلبنان.
وقد سارع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى قبول هبة آل الحريري، علماً أن رئيس بلدية صيدا سبق إعلان الهبة «الحريرية» بتأكيده أن البلدية ستأخذ على عاتقها إعادة بناء جسر الأولي لإعادة نبض الحياة إليه، تأكيداً على دور صيدا كصلة وصل بين بيروت والعمق الجنوبي.
هذا التنافس دفع بعض الصيداويين الى التندّر عن «حرب جسور» تشهدها عاصمة الجنوب!
من جهة أخرى، دعا البزري المنظمات الإنسانية والحقوقية والأهلية الى إطلاق «أوسع حملة دولية لإدانة العدو الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبها في حق الإنسانية والمدنيين خلال عدوانه». ونوه البزري، خلال استقباله أمس وفداً مشتركاً من المنظمات الأورو متوسطية التي تعنى بحقوق الإنسان، «بصمود المقاومة والشعب اللبناني الذي أفشل مخططات العدو». كما استقبل البزري وفداً من الجمعية الطبية الإسلامية في السودان.
من جهتها، زارت النائبة الحريري محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق لعرض الاوضاع بعد عودة النازحين الى بلداتهم وقراهم،
واستقبلت الحريري وفدا من اتحاد بلديات صيدا - الزهراني شكر لها «دعمها للبلديات في منطقة صيدا لمساعدتها على النهوض بمسؤولياتها».