صيدا ـ خالد الغربي
عبرت مدينة صيدا آلاف السيارات التي تحمل على سطحها «الفرش» وذكريات النزوح. وأشار علي دبوق من صور انه عاد امس ادراجه الى بيروت بعدما تعذر عليه الوصول الى صيدا بفعل ازدحام السير. لكنه فوجئ بأن حركة السير اليوم (امس) كانت اوسع وأكبر. وعلى امتداد الطرق في مدينة صيدا، توزّع «الكشافة» وعناصر الهيئات والمؤسسات الاجتماعية التابعة للقوى السياسية الصيداوية. ووزّع مناصرو التنظيم الشعبي الناصري الحلوى على «العائدين»، وملصقاً يظهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والسيد حسن نصر الله في صورة واحدة (بعدما استخدمت تقنيات الكمبيوتر لجمعهما)، كُتب تحتها: «الكرامة العربية جيلاً بعد جيل». أمّا مناصرو تيار المستقبل ففضّلوا توزيع المرطّبات ونسخ من القرآن الكريم، بعضها يدعو لتلاوة الفاتحة عن روح الرئيس رفيق الحريري. وقام عدد من طلاب المدارس بإقامة حواجز وزعت «البون جوس» على العائدين.
ووضعت ثلاث نسوة غير محجبات «ستيكرز» على السيارات العابرة في ساحة الشهداء في صيدا، تحمل شعاراً يقول: «شكراً للمقاومة» و«انتصار لبنان».
وحده محمد بدران كتب على سيارته المرسيدس التاكسي: «الزعيم العربي تشافيز، لك تحياتنا وشكرنا».
أمّا في بلدة الغازية (جنوبي صيدا)، فالأهالي ينفضون غبار العدوان الاسرائيلي رويداً رويدا.ً رائحة الدمار والموت تفوح اينما جلت في تلك البلدة التي تعتبر اضافة الى امتدادها الجغرافي الواسع، عاصمة صناعية لمنطقتي صيدا والزهراني حيث تتمركز فيها «مصانع» وورش صناعية متعددة.
يفاخر ابناء بلدة الغازية بـ«الحصة» و»المشاركة» التي قدمتها البلدة على طريق تحرير انتصار المقاومة. ويقول حسن الرز: «نال العدو المتغطرس من البلدة فقتل الاطفال والنساء وارتكبت مجزرتان مروعتان، غير اننا فخورون بهذا الدم الزكي الذي سال في بلدتنا وروى ارض الجنوب الطاهرة، لأنه دم صنع انتصار الحق على الباطل».
وتسارع خديجة غدار الى القول ان ارادة ابناء البلدة ستعيد بناء ما هدمته الوحشية الاسرائيلية، وان شهداء البلدة هم ضريبة دم ندفعها صوناً للعرض والشرف والكرامة، وقد تحقق الانتصار وهذا اجمل شيء، مؤكدة ان كل شيء «هو فدا المقاومة وفدا السيد حسن».
على الجسور المتعددة التي قصفت في بلدة الغازية، زرع مناصرو حزب الله الاعلام اللبنانية واعلام الحزب وصور امينه العام. يقول مهدي، احد الأعضاء في كشافة الحزب: نحتفل بانتصار الدم على السيف، وكل شيء سنعيده إلى افضل مما كان.
لا يعفي كثيرون ممن التقيناهم في الغازية مسؤولية بعض «القوى المحلية» في لبنان عن تسهيل العدوان ومساندة «اميركا» والاستقواء بها على بعض الداخل اللبناني وعلى «الشريك الآخر»،