طرابلس - صفوح منجد
شكل انعقاد «اللقاء الوطني» في دارة الرئيس عمر كرامي في مصيفه في بقاعصفرين- الضنية أمس أول حراك سياسي شمالي «مطعّم» بمشاركة مناطقية من العاصمة وغيرها، بعد غياب لاجتماعات اللقاء على مدى الاسابيع الخمسة الاخيرة. اذ اقتصر حضوره السياسي في تلك الفترة على تصاريح اركانه ومواقفهم من مجريات الاحداث التي عصفت بلبنان ابان العدوان.
واذ أشار زعيم شمالي في اللقاء عشية انعقاده الى ان الاجتماع في بقاعصفرين «عادي» لاستكمال تركيز أوضاعه الداخلية، فإن «جملة من التطورات حتمت على المجتمعين الانصراف الى درس تداعياتها»، بحسب احد الاعضاء البارزين في اللقاء، «واتخاذ مواقف محددة في شأنها»، لا سيما ما يتعلق بمضمون خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس، والذي حمل فيه بشدة على قوى 14 آذار وعواصم عربية.
واللافت في اجتماع بقاعصفرين ان عدداً من اعضاء اللقاء الوطني تابعوا باهتمام الكلمة التي القاها رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري والمؤتمر الصحافي لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.
وبعد الاجتماع صدر بيان حيا صمود المقاومة والشعب اللبناني وثمّن مبادرة النازحين بالعودة السريعة إلى بلداتهم وقراهم، واعتبر أن انتصار المقاومة «يشكل فتحا جديدا في إدارة الصراع العربي الاسرائيلي»، داعياً الدول العربية إلى أخذ العبر (...) والانتقال من موقع الاستسلام». وحض «الوطنيين اللبنانيين على التوحد والتضامن وتحويل النصر العسكري إلى نصر سياسي لقوى السيادة والاستقلال الرافضة لأي شكل من أشكال الوصاية، ولا سيما تلك التي يحاول أصدقاء بولتون وجماعة السيدة رايس إرساءها»». ونوه بـ «المؤسسة العسكرية ومواقف قيادتها»، ودعا الى « إلى عقد مؤتمر وطني يثمر النصر العسكري ويمهد لتشكيل حكومة وفاق وطني لمواجهة مخطط الشرق الأوسط الجديد وإعادة بناء الدولة القوية القادرة والعادلة».
كرامي
وصرح الرئيس كرامي بأن «هذا الاجتماع الأول للقاء بعد تحقق الذي أهدي إلى كل اللبنانيين والعرب وأحرار العالم»، وأكد «حرصنا على الوحدة الوطنية».
ووصف محاولات سحب سلاح حزب الله «في أشد الأوقات دقة وخطورة» بأنه «رعونة. ونحن نرى أن هذه الحكومة التي كانت قبل 12 تموز حكومة تصريف أعمال، لا تستطيع اليوم أن تقوم بالأعباء الملقاة عليها، لذلك لا بد من وجود حكومة اتحاد وطني واجراء انتخابات نيابية حقيقية». وقال ان «ما سمعناه اليوم (أمس) من فريق 14 شباط يزيد الانقسام».
فرنجيه
وعلق فرنجيه على «كلام الشيخ سعد الحريري، وأجواء من كلام (النائب وليد جنبلاط). الشيخ سعد حر في رأيه. لكننا لم نسمع كلمة العدو الاسرائيلي في كلامه، ولا كلمة مقاومة، لا بل ان نصيب العدو الاسرائيلي في حديثه، ولم يسمه عدوا، كان خمس دقائق، وكان نصيب الشقيقة سوريا ساعة. ما لم تستطع اسرائيل أن تنفذه بقوتها العسكرية، وأميركا بقوتها السياسية، ستحاول أن تحققه عبر بعض أدواتها في لبنان». وتابع: «هذا الأمر يسيء إلى لبنان وإلى الوحدة الداخلية وينبثق من حقد شخصي على النظام السوري».