مرجعيون ــ عساف أبو رحالبعد أكثر من 30 سنة على إخلائه ثكنة مرجعيون، عادت وحدات من الجيش اللبناني من اللواء العاشر للتمركز مجدداً في الثكنة تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بنشر الجيش اللبناني في الجنوب وصولاً حتى الخط الأزرقفمنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت عملية انتشار الجيش اللبناني في منطقتي جنوب الليطاني والعرقوب وقضاءي حاصبيا ومرجعيون. فعند السادسة صباحاً، وصلت قافلة ملالات الجيش الى الثكنة، بعد وصول السيارات والآليات التي تقلّ حوالى 1000 جندي، بقيادة العميد الركن شارل شيخاني، وقد كان منتشراً في قضاءي بعبدا وعاليه، تمهيداً للانتشار في المنطقة، حيث سيتخذ من ثكنة مرجعيون مقراً دائماً له. وسيشمل الانتشار في القطاع الشرقي محور حاصبيا ــ شبعا، شبعا ــ كفرشوبا، راشيا الفخار، سوق الخان، الماري، المجيدية، مرجعيون، الخيام، تل النحاس، كفركلا، القليعة، العديسة، حولا، مركبا وميس الجبل. وأفاد مصدر عسكري أن الانتشار في هذه المناطق سيبدأ مع ساعات صباح اليوم.
وكانت الثكنة صباح أول من أمس أشبه بخلية نحل تسعى لإعادة ترتيب أمورها من الألف إلى الياء بعدما دخلها جيش الاحتلال منذ أيام وخلّف خراباً في جوانبها، الأمر الذي استدعى إزالة آثار العدوان ونفض غباره من مدخل الثكنة مروراً بالساحات العامة إلى أقسامها الداخلية. وعند حوالى العاشرة صباحاً، رفع العلم اللبناني فوق سارية الثكنة على أنغام موسيقى الجيش، حيث قدّمت ثلة من اللواء العاشر السلاح والتحية العسكرية، تلا بعدها العميد الركن شيخاني أمر اليوم الصادر عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان أمام العسكريين جاء فيه: «إن وجودكم على ثغور الوطن ليس صدفة بل تأكيد على القيام بالواجب الوطني. لقد أخطأ العدو في تدمير جسور الوطن وهدمها، فهذا الدم النازف جعل وطننا عصياً، تبذلون كل المستطاع في سبيل خدمة أهلنا ووطننا لتحوّلوه الى حصن منيع للوحدة الوطنية. شعبكم يقف خلفكم ورهانه عليكم، كونوا على قدر آماله لينعم بالاستقرار والأمن والطمأنينة. اليوم باسم الإدارة الوطنية الجامعة تستعدون للانتشار على أرض الجنوب الجريح الى جانب مقاومتكم ومع شعبكم الذي أذهل العالم بصموده وثباته وكسر هيبة الجيش الذي قيل عنه إنه لا يقهر، بعدما هزمه بصبره وتمسكه بحقه وتجذره بأرضه وارتباطه بتاريخه... هذا الدم النازف المنتصر على حق القوة يجعل من وطننا عصياً على الموت وجديراً بالحياة».
وقال قائد اللواء العميد شارل شيخاني «علينا أن ننتشر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة على طول الخط الأزرق» الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 ليقوم مقام الحدود بين لبنان واسرائيل. وعبّر العميد شيخاني عن سروره بالانتشار «في منطقة من بلادنا» لم يكن للجيش وجود فعلي فيها منذ عقود.
ولقد أقام الجيش اللبناني صباحاً أول نقطة له على الخردلي مكان حاجز القوة الأمنية سابقاً حيث بدأ بتحصين النقطة وتدشيمها. وكشف خبراء من فوج الهندسة في الجيش اللبناني عن النقاط التي سيُتمركز فيها، بعدما أقام الجيش عبّارات على نهر الليطاني قرب الخردلي تمهيداً لعبور الآليات. ووزعت عناصر الجيش على المواطنين منشورات تحذرهم من الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو الألغام التي خلّفها الجيش الاسرائيلي. أما اللواء الحادي عشر الذي كان منتشراً في كسروان وجبيل، فقد تمركز في أول نقطة له في منطقة وادي جيلو، ثم توجه الى بلدات: جويا، الشهابية، دير كيفا، السلطانية، بئر السلاسل ثم تبنين وتمركز في هذه النقاط بقيادة العميد رفيق حمود.
أما اللواء الثاني عشر الذي كان أصلاً موجوداً في منطقة صور، فقد وسّع انتشاره ليشمل أرنون ــ شحور ــ دردغيا بقيادة قائد اللواء العميد الركن رسلان حلوة. وقدّر عدد الجنود والضباط الذين شاركوا في عملية الانتشار في هذه المرحلة بحوالى 2000 جندي وضابط مع عتادهم وآلياتهم. وعند حوالى الواحدة ظهراً، وصلت ناقلة إنزال عسكرية الى مرفأ صور محمّلة بـ9 ملالات وشاحنتين وجيبين وعلى متنها جنود وضباط من اللواء السادس بقيادة العميد الركن ميشال هيدموس، الذي سينتشر في منطقة الحمرا، المنصوري وعيتيت. وسلكت القوة طريق صور، الرشيدية، رأس العين، القليلة، الحمرا ثم المنصوري حيث ستتمركز في هذه المناطق.