وجّه رئيس الجمهورية اميل لحود رسالة لمناسبة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وعملية إزالة آثار العدوان على لبنان هنا نصها:«ايها اللبنانيون، في بداية مسيرة قيامة لبنان مجددّاً، من تحت الأنقاض والموت والحزن، اتوجّه اليكم بتحية اعتزاز لصمودكم التاريخي، والتفافكم حول دولتكم وجيشكم ومقاومتكم.احيّي ارواح الشهداء الذين سقطوا تحت الوحشية والهمجية وأسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمعوقين.
احيّي بطولة رجال المقاومة الوطنية الذين كانوا على قدر المسؤولية التي عهدناها فيهم منذ البداية، فأسقطوا، مرة اخرى، اسطورة الجيش الذي لا يقهر. احيّي قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الذي اراد لهذا النصر أن يكون نصراً للشعب اللبناني بجميع فئاته، وللشعوب العربية جمعاءأيها اللبنانيون، أعرف أن ثمن العدوان كان كبيراً في ارواح الابرياء والاطفال، وفي الجرحى والمعوقين، وفي الدمار والتهجير، لكنه ثمن دفعناه مرغمين. فلبنان كان امام خيارين:
ــ إما القبول بمؤامرة حيكت قبل 12 تموز بزمن طويل، تستهدف ضرب وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات في خدمة مخططات مشبوهة تحت عناوين برّاقة عن «الشرق الاوسط الجديد».
ــ وإما مواجهة المخطط والحفاظ على لبنان الذي نريده.
اليوم أثبتنا لأنفسنا وللعالم، أن لبنان هو الذي انتصر، لا على العدوان الاسرائيلي فحسب، بل على مخطط تفتيته، فخرج قوياً بوحدته، وراسخاً في سيادته واستقلاله وحريته، متمسكاً اكثر فأكثر بحقوقه التي لن يتمكن احد من النيل منها لأنها مصونة بالشهادة وإرادة المقاومة.
ايها اللبنانيون،
اتوجّه اليكم في الوقت الذي يواصل فيه الجيش اللبناني انتشاره على ارضه في الجنوب. هذا الجيش الواحد، الوطني في عقيدته، والقوي بدعمكم له، مهمته حفظ الامن والاستقرار، فكونوا معه وله، لأنه منكم ولكم.
ايها اللبنانيون،
إن النهوض يفترض منا أن نتعالى على الجراح والآلام لنبنــــــي الوطن ونعيد إعماره.
ثقوا بأن الدولة لن تكون وحيدة في معركة اعادة الحياة إليها، فدول كثيرة من اشقائنا وأصدقائنا ستضع يدها بيدنا لإزالة آثار العدوان، ولكن الأهمّ يبقى أن نتّكل على انفسنا، ونكون على قدر المسؤولية. وكما كنتم في زمن المحنة شركاء في الدم والتهجير والمعاناة، قفوا اليوم صفّاً واحداً لتضميد جراح الناس والارض. ولتكن اعمالكم دليلاً على مدى تضامن اللبنانيين وثبات صفهم.
ايها اللبنانيون،
الوقت الآن هو وقت العمل. وكما عاهدتكم في خطاب القسم بأن تكونوا انتم القضية الوطنية الكبرى، وإزالة الاحتلال عنكم، أجدّد اليوم هذا العهد والوعد. عهدي بأن ابقى حامياً للوطن ومدافعاً عن كرامته. لا تخافوا من المستقبل، لأن الايام المقبلة ستحمل للبنان من جديد السلام والطمأنينة والازدهار.
وكما قاومنا على الارض وانتصرنا، ها نحن اليوم مدعوون إلى الانتصار في مسيرة البناء والوحدة الوطنية والوفاء للبنان. عاش لبنان».