الساعة الثالثة إلاّ ربعاً من عصر الأحد الماضي، وقبيل يوم واحد من اعلان وقف اطلاق النار رسمياً، قصفت طائرات العدو الإسرائيلي مجمّع الإمام الحسن في الرويس بعشرين صاروخاً في أقل من دقيقتين، فسوّته بالأرض وأودت بأكثر من سبع عائلات كانت قد لجأت إليه.يتألّف هذا المجمّع من ثمانية مبانٍ، يضم كل منها تسع طبقات، وتحوي كل طبقة ثلاث شقق، أي ما مجموعه مئتان وأربعون وحدة سكنية، وأكثر من ثمانين محلاً، أي أنّ المجمّع لم يكن فارغاً من السكان.
وفي هذا الإطار، أوضح المسؤول الإعلامي لمدينة بيروت في “حزب الله” غسّان درويش أنّه “كان هناك حوالى ثلاثين شخصاً، أي ما مجموعه ست عائلات، بحسب تقديرات شباب “حزب الله” المشرفين على المجمّع.
واستطاع الدفاع المدني وعناصر الهيئة الصحيّة الإسلامية انتشال سبع وعشرين جثّة، منهم حسّان مكّي وزوجته أسمهان ومحمّد فقيه وولداه علي وسارة، ونانسي ويحيى أحمد غدّار، أحمد علي قاسم، خديجة محمود قاسم، حسين أحمد قاسم، أبو أحمد ديراني”، وقد انتشلت أمس أشلاء ثلاث جثث أخرى، بينها جثة طفلة.
وأشار درويش إلى أنّ “الوزن الإجمالي للصواريخ المستعملة، بحسب تقديرات الحزب، يبلغ حوالى عشرين طنّاً”، مشيراً إلى “استخدام قنابل فراغية من دون صوت تعتمد على سحب الهواء من المباني ورفع الحرارة إلى حوالى ألفي درجة”.
وأوضح درويش أنّ “نوعية الصواريخ التي استعملت في تفجير المجمّع لا تزال حتى الآن مجهولة، ويعمل عدد كبير من الخبراء في المقاومة الإسلامية والأساتذة الجامعيين حالياً على إعداد تقرير لمعرفة الأضرار التي تحدثها هذه الأنواع من الأسلحة على البيئة والصحّة”، مستبعداً أن “تكون الصواريخ المستخدمة تحتوي على اليورانيوم”.
وعلى مقلب آخر، أوضح المسؤول في الهيئة الصحيّة الإسلامية صادق حميّة “أنّنا نواجه مصاعب في أعمال الإغاثة بسبب وجود صاروخين لم نستطع تفكيكهما إلى الآن”، لافتاً إلى أنّ “وزارة الأشغال تباشر اليوم بمساعدة الحزب في رفع الأنقاض”، وما زال العثور على الجثث الثلاث المتبقية متعذّراً.
ر.ح.