بعلبك ــ عبادة كسر
زار أمس وزير الثقافة طارق متري، يرافقه المدير العام للآثار فريدريك الحسيني ونائب رئيس لجنة مهرجانات بعلبك الدولية جوزيف الشمالي، مدينة بعلبك وقلعتها. وتفقّد الوفد «حجر بعلبك وبشرها»، كما قال متري، واطّلع على حجم الأضرار التي سبّبها العدوان الإسرائيلي على المدينة.
وقال متري إنّ زيارة القلعة «لم تكن هاجسنا الأول. فهذه الزيارة هي تحية للمقاومين والصامدين في وجه العدوان، وهي زيارة للذين تضرروا مباشرة من أجل أن نطّلع أكثر وبدقّة على احتياجاتهم». وأكد أن الأمر "يستدعي تحرّكاً سريعاً وفعالاً للدولة».
محطة متري الأولى كانت عند قائمقام بعلبك عمر ياسين الذي رحب بالوزير والوفد المرافق له. وألقى ياسين كلمة تطرّق فيها لما تعرّضت له بعلبك من هجوم إسرائيلي ودمار طال سوقها التجاريّة وأحياءها وبناها التحتية، آملا أن تتضافر الجهود لتلبية حاجات أهلها المنكوبين. ثم زار متري بلدية بعلبك حيث استمع الى شرح مسهب عن حجم الأضرار التي لحقت بالمدينة، بحضور النواب: غازي زعيتر، نادر سكر، جمال الطقش، كامل الرفاعي، ومروان فارس .
وتزامنت الزيارة مع جولة لوفد من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتّحدة. وقالت منسقة الشؤون الانسانية في الوفد روز ماري صانع إن زيارتهم تهدف للكشف على الدمار والأضرار ورؤية المتطلبات والاحتياجات وما يمكن تلبيته منها.
وبعد جولة ميدانية في سوق بعلبك اطلعوا خلالها على حجم الأضرار، توجه موكب متري ورفاقه إلى قلعة بعلبك سيرا على الأقدام واستكتشفوا الأضرار التي ألحقتها "شظايا" الصواريخ الإسرائيلية بهذا الموقع الأثري.
وقال متري: "القلعة هي جزء من النسيج العمراني الذي قدّمته بعلبك إلى العالم، وأصبحت جزءاً من التراث العالمي. وإنّني، خلال جولتي في أروقة الأمم المتحدة، ناشدت مدير عام الأونيسكو أن يضغط على إسرائيل من أجل أن تحترم اتفاقية لاهاي. وتدخّلت الأونيسكو فعلاً لتذكّر إسرائيل بذلك. لكنّ إسرائيل، من خلال حربها، لم تميّز بين هدف وآخر... وإنّنا نشكر الله لأن القلعة لم تصب بأذى مباشر... فهناك بعض الارتجاجات في الباحة المسدّسة، أمّا الباقي فتآكل بفعل العوامل الطبيعية...».
وكشف متري عن خطّة سابقة رصدت لها الأموال اللازمة سيباشر العمل فيها خلال ثلاثة أشهر. وأعلن أنّه سيوفد خلال أيام قليلة مجموعة للاطلاع على المواقع الأثرية. أمّا منظّمة «الأونيسكو» فـ«هي مستعدة لمساعدتنا على العناية بآثارنا أياً كان مستوى الضرر اللاحق بها...».