يحيى دبوق
«سييرت متكال» (وحدة هيئة الأركان المختارة)، هي الاسم غير الرسمي للوحدة 269، التي نفذت الإنزال الفاشل في بوداي. تعد هذه الوحدة من بين وحدات النخبة الخاصة في الجيش الاسرائيلي، تتبع هرمياً لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وتعود إمرتها مباشرة لهيئة الأركان العامة، وهي غير خاضعة لقيادات المناطق في الجيش الإسرائيلي.
أنشئت «سييرت متكال» في العام 1957، بمباركة من رئيس اركان الجيش الإسرائيلي موشيه ديان، في اعقاب العبر الاستخبارية المستخلصة من العدوان الثلاثي عام 1956، والهدف الرئيسي من اقامتها هو الجمع الاستخباري وراء خطوط العدو، رغم ان افرادها يتلقون تدريباً خاصاً على انواع القتال البري، وخاصة مكافحة الإرهاب.
العناصر الاولى التي أُلحقت بالوحدة بعد تأسيسها كانت من خريجي قدامى سلاح الاستخبارات وخريجي الوحدة 101 التي اشتهرت بعمليات القتل والتصفية في الخمسينيات بقيادة اريئيل شارون، اضافة الى عناصر من وحدة المظليين.
عمل في اطار «سييرت متكال» العديد من الشخصيات الاسرائيلية التي اشتهرت لاحقاً كسياسيين أو عسكريين، منهم رئيس الوزراء السابق ايهود باراك، رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، الرئيس السابق لهيئة اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون، رئيس جهاز الشاباك السابق آفي ديختير، الرئيس السابق لجهاز الموساد داني ياتوم.
بقيت الوحدة 269 سرية لفترة طويلة جداً، ولم يصادق بشكل رسمي على وجودها الا في الثمانينيات، لكنها ما زالت شديدة السرية لجهة قدراتها ونشاطاتها.
أشهر العمليات التي قامت بها الوحدة كانت عملية فردان بتاريخ 9 نيسان 1972 بقيادة ايهود باراك، ونتج منها اغتيال ثلاثة من مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، وعملية مطار عنتيبي (اوغندا) في العام 1974 لتحرير رهائن على متن طائرة اسبانية (سابينا)، وعملية خطف الحاج مصطفى الديراني في العام 1994، وعملية (تساليم ب) في العام 1995 التي باءت بالفشل بعد ان قُتل خمسة من عناصرها خلال التدريب والإعداد لهـــا، وهدفـــــــت الى اغتيـــــــال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.