غسان سعود
منذ عودة العماد ميشال عون من منفاه الفرنسي حيث قضى خمسة عشر عاماً، تتكثف محاولات كثير من السياسيين، وخصوصاً شركاءه السابقين في 14 آذار، للإيحاء بأن شعبية "عماد التحرير"، كما يصفه مؤيدوه، تتراجع. ويتحدث خصومه عن “تذمر” بين القواعد العونية، وخيبة أمل من مواقف العماد عون السياسية. وينطلق إعلام فريق الأكثرية وسياسيوه في مواقفهم هذه من ثابتة أن شعبية الجنرال “تراجعت في شكل كبير، وخصوصاً بين المؤيدين”، وأن “التيار” يواجه انقساما، كما “تـــكــــتل التغـــيير والإصلاح” حول التفاهم مع حزب الله وحول مواقف الجنرال أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير.
لكن الأسماء العونية المعترضة على خريطة طريق التيار الوطني الحر لا تزال تنحصر بالثلاثي الياس الزغبي (الناطق الإعلامي السابق) وبسام الاغا (المنسق السابق في طرابلس) وروجيه إده الذي ساعد على تمويل الحملة الانتخابية للتيار.
يقول مسؤول التعبئة المركزية في التيار الوطني الحر لواء شكور (أستاذ في التعليم الثانوي) “إن بعض قوى 14 آذار تتفرغ لمحاولة تضليل الرأي العام من خلال الإعلام الذي تسيطر عليه. وقد ازدادت محاولاتها بعد فشلها في تحقيق أي شيء طوال الشهور الماضية التي استفردت خلالها بالسلطة ومؤسساتها. وبعد فشل العملية العسكرية الإسرائيلية التي كانت تنتظر منها حلولًا لأزمتها الداخلية في الحكم ومع القواعد الشعبية التي بدأت تفقد السيطرة الغرائزية عليها”.
ودعا شكور “المشككين في شعبية التيار إلى إجراء انتخابات نيابية جديدة وفقاً لأي نظام انتخابي يريدونه”. ورأى “أن طبع الإنسان يكره الحرب، وخصوصاً الشعب اللبناني الذي ذاق مرها خمسة عشر عاماً. ومن الطبيعي أن يحدث رد فعل تجاه الأعمال العسكرية. لكن السياسة بالنسبة الى التيار الوطني الحر هي رؤية، تبتعد عن التكتيك الصغير. وأسلوب 14 آذار محلي وصغير على عكس استراتيجية العماد عون البعيدة الأمد”. وأكد أن التيار يعمل “للأعوام الخمسين المقبلة لينصهر الشعب بكل فئاته وينسجم مع نفسه”، مؤكداً “أن فريق الموارد البشرية سجل الشهر الماضي ضغطاً كبيراً على الموقع الإلكتروني من أجل ملء استمارات الالتزام في التيار الوطني الحر”.
أما في تكتل التغيير والإصلاح، فبعدما ثبت يقيناً أن النائب الياس سكاف وأعضاء كتلته مستمرون في التكتل، توجهت “ألسنة 14 شباط الإعلامية والسياسية لإشاعة أكاذيب عن تذمر نائبين عن كسروان من تكتل التغيير والإصلاح”، بحسب أحد النائبين الذي قال لـ“الاخبار”: “من الطبيعي أن يشهد كل تكتل سياسي وجهات نظر متعددة وآراء مختلفة، لكن لا خلاف على المبادئ الأساسية”. ولفت الى “أن تسويق الإشاعات والأكاذيب مستمر منذ ما قبل الانتخابات النيابية. وأن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم تؤد إلى أي إحراج لأحد لا في كسروان ولا في غيرها من المناطق اللبنانية. هناك اقتناع بها من قبل القاعدة الشعبية العونية، وينظر إليها على أنها ورقة أساسية حافظت على وحدة لبنان، والتاريخ سيثبت أنها كانت محطة أساسية ونقطة تحول عند شرائح لبنانية واسعة”. أما زميله فرفض البحث “في هذه الأكاذيب”، وأكد أن “شعبية العماد عون ازدادت بعدما اختبر المسيحيون حسه الإنساني وتعمقه في الدين المسيحي، وهم اليوم أكثر اطمئنانا إلى مستقبلهم ووجودهم في الشرق أكثر من أي وقت مضى”.
وفي معرض الكلام عن “تذمر” القواعد الشعبية، قال مراقب سياسي قريب من فريق الأكثرية “إن الأجدى بهؤلاء معالجة الخلافات الجدية التي تعصف بجسمهم والتي هي أكبر وأكثر تعقيداً من الاختلافات في الرأي والتمايزات عند أي طرف آخر".