فداء عيتاني
بضع دقائق استغرقت زيارة الأمير القطري الى الضاحية الجنوبية، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان يتأهب لمشاهدة ما خلّفه العدوان الإسرائيلي في أحياء المنطقة المنكوبة في المربع الأمني، إلا أن التدافع والحشد الذي تجمّع حول الأمير الذي رافقه الرؤساء إميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة ونواب ومسؤولون من حزب الله دفع بالجمع الى المغادرة، وبدل التوجه الى محيط تلفزيون المنار للوقوف على ضرب وسائل الإعلام اللبنانية، غادر الوفد القطري ومرافقوه اللبنانيون المنطقة مباشرة.
قبل وصول الوفد كان القليل من العائلات القاطنة في المنطقة يجمع ما بقي من المتاع، ويتحدث سكان المربع عن العثور على شقق للإيجار والحصول على مفروشات بدل ما فقدوه، ويحاولون إقناع مهندسي جهاد البناء بصلاحية شققهم المتداعية للسكن، وحين توقف موكب الأمير القطري ظهرت حشود صغيرة نسبياً من المواطنين أصرت على محادثة الأمير مباشرة.
«الله يحميك» يصرخ أحد الشبان، ويحاول مستشار رئيس الجمهورية الإعلامي منع الحرس من حجب الرؤية عن الصحافيين «أفسحوا المجال للإعلاميين» يقول شلالا للحراس، إلا أن تدافع المواطنين يمنع الرؤية، ويحار الحرس أي كتلة بشرية يبعدون، وبعد مسيرة عشرات الأمتار يتوقف الوفد، ويستدير عائداً أدراجه، وقبل أن تغلق أبواب السيارات الرسمية على الأمير القطري يصر أحد الشبان على مخاطبة الأمير ويحاول الدخول الى السيارة فيمنعه عناصر الحرس الجمهوري، وفي غمرة الغبار المتصاعد من كل أرجاء المربع ينطلق الموكب، يركض الصحافيون، وبتوجيهات من عناصر حزب الله لملاقاة الموكب قرب تلفزيون المنار، الا أن الوفد لم يصل الى المبنى المدمر، ولم يستكمل جولته، بل توجه الى المطار مغادراً البلاد.