تصاعدت وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية لليوم الثالث على التوالي، وتمثلت بتوغلات لمدرعات وجنود إسرائيليين في مناطق بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، رب ثلاثين، العديسة والطيبة، وبإقامة حواجز في منطقة القنطرة ــ الطيبة ونقاط مراقبة في تلة القبع في الطرف الجنوبي لبلدة مركبا الحدودية. فقرابة الواحدة بعيد منتصف الليلة الماضية، توغلت قوة إسرائيلية مدرعة مؤلفة من دبابتي ميركافا وجرافة ضخمة من موقع الدواوير الاسرائيلي في اتجاه طريق عام مركبا ــ حولا وقامت بجرف الطريق للمرة الثانية بعدما كانت جرفتها أول من أمس، واتجهت القوة المتسللة نحو تلة القبع المشرفة على منطقة مركبا، حولا والعديسة. واتخذ جنود الاحتلال الإسرائيلي مواقع قتالية لهم في محيط خزان المياه عند التلة وأقاموا سواتر ترابية حولهم. كما تسللت قوة إسرائيلية مؤلفة من 35 جندياً من مستوطنة مسكفعام في اتجاه المنطقة الواقعة بين رب ثلاثين والعديسة وتوغلت في كروم الزيتون، واتجهت نحو منطقة مشروع الطيبة حيث أجرت تفتيشاً للمنطقة قبل أن تتجه نحو بلدة القنطرة. ويقيم جنود الاحتلال حاجزاً في منطقة المحيسبات وأخضعوا عدداً من السيارات المدنية العابرة للتفتيش، وبعد نحو أكثر من ساعة عادت القوة المتسللة نحو منطقة مشروع الطيبة وتمركزت فيها. وأشار مواطنون في بلدة ميس الجبل الحدودية الى أنهم كانوا يشعرون ليلياً، وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية، بتحركات مريبة لقوات الاحتلال الاسرائيلي في حي «طوفة» الواقع بين بلدتهم وبليدا، حيث تسجل تسللات لجنود الاحتلال الاسرائيلي نحو المنازل في الحي المذكور، ويقيم جنود الاحتلال كمائن داخلها حتى ساعات الصباح قبل أن يعودوا نحو مستوطنة المنارة المحاذية لبلدتهم. وصباح أمس، شهدت طريق عام مركبا ــ حولا ازدحاماً للسير بسبب قطع قوات الاحتلال الطريق العام بينهما. وتساءل عدد من المواطنين عن كيفية قيام الاسرائيليين بعمليات جرف الطريق على مرأى من عيون فريق المراقبين الدوليين المقيمين في مركزهم الواقع على مسافة مئة متر من الطريق المقطوع. وفي منطقة كفركلا ــ مرجعيون، أفاد شهود عيان أن دبابة اسرائيلية من نوع ميركافا ما زالت متمركزة في تلة الحمامص الواقعة عند الطرف الشرقي الجنوبي لسهل الخيام داخل الأراضي اللبنانية، وقد عمد جنود إسرائيليون يتمركزون قرب الدبابة إلى إطلاق النيران من رشاشاتهم المتوسطة في اتجاه فريق من مؤسسة كهرباء لبنان كان يحاول تصليح الأعطال على الطريق بين الخيام وكفركلا، المحاذية لمستوطنة المطلة. ولوحظ أن القوات الاسرائيلية سحبت أكثر من عشر دبابات ميركافا من محيط منطقة هونين ــ مركبا داخل الأراضي اللبنانية الى داخل المستوطنات المحاذية، حيث كانت تتمركز منذ بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان. وأبقت هذه القوة على ناقلة شاحنات ودبابة دمرتهما المقاومة أثناء المواجهات في فترة العدوان. وفي محيط موقع العبّاد سجل تحرك لدبابة إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية حيث تمركزت في نقطة مراقبة كان يستخدمها «حزب الله» قبل العدوان الاسرائيلي. كما أطلقت القوات الاسرائيلية منطاداً ضخماً فوق المنطقة الواقعة بين العديسة ــ مركبا ــ هونين، يستخدم لأغراض تجسسية ويحمل عدداً من كاميرات المراقبة التي ترصد التحركات في الأودية الواقعة في المنطقة المحاذية لمستوطنة مسكفعام.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي كان متمركزاً أمس في تسعة مواقع داخل الأراضي اللبنانية الممتدة من الساحل حتى القطاع الشرقي في المنطقة الحــــدودية من جنـــــوب لبنان.
وقدر المراسل إثر جولة قام بها في هذه المنطقة عدد القوات الإسرائيلية بما بين 250 و300 عنصر مزودين بنحو ثلاثين آلية. وأشار إلى أن وجود القوات الإسرائيلية في بعض هذه المواقع ظاهر للعيان، وفي مواقع أخرى كان الجنود الإسرائيليون يخرجون من داخل أحد المنازل طالبين ممن يقترب الابتعاد، إما بإطلاق الرصاص في الهواء أو بعبارات بالإنكليزية.
تجدر الإشارة الى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية حلّقت أمس بكثافة فوق مناطق بيروت، الجنوب، جبل لبنان، الشمال والبقاع، وسجلت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) «أربعة خروق اسرائيلية» للمجال الجوي فوق جنوب لبنان.

(وطنية، ا ف ب)