ثائر غندور
بسمة العشي ممثلة مسرحية تونسية. هي العضو الوحيد الذي جاء بصفته الفردية ضمن وفد المجتمع المدني التونسي. أخذت بسمة قرضاً مصرفياً، كي تدفع تكاليف السفر إلى لبنان. «أردت أن أسلّم الأدوية بيدي لمستشفيات بنت جبيل»، وهكذا فعلت بسمة. تشرح أهمية اللقاء مع الأم اللبنانية، ومساعدتها في الأعمال المنزلية. «لا يكفي أن تتصل بأصدقائك وتتضامن معهم»، تقول ثم تضيف: «إن التلفزيون لا يقدم لك الصورة الحقيقية، يجب أن ترى بنفسك، ولا يمكن أن أنسى صورة ذلك الطفل البالغ من العمر خمس سنوات وهو ينظف قبر أخته، والبسمة تعلو شفتيه».
بسمة عضو في وفد تونسي جاء يعبّر عن تضامنه مع الشعب اللبناني، ويبحث سبل الدعم. يتألف الوفد من: رابطة حقوق الإنسان، الهيئة الوطنية للمحامين، الاتحاد التونسي للشغل، الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات، نقابة الأطباء ونقابة النسيج. وهي تجمعات معارضة للنظام التونسي، وقد واجه أعضاؤها صعوبات في الحصول على تأشيرة دخول من السفارة اللبنانية بحجة الخوف «من دخول اسلاميين تونسيين إلى لبنان»، كما قالت الأمينة العامة للجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات سعيدة غرّاش.
جال الوفد على الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. وشبّه الطبيب خليل الزاية بنت جبيل بـ«ستالينغراد» لمقاومتها، والضاحية الجنوبية بـ«برلين بعد الحرب العالمية الثانية». والتقى الوفد بالرئيس سليم الحص وممثلين عن حزب الله والحزب الشيوعي وحركة الشعب. وكما أن الحصول على التأشيرة كان صعباً، فإن اللقاء مع الرؤساء اللبنانيين كان مستحيلاً.
أثّر المشهد اللبناني فيهم كثيراً. «كنّا نعيش ثقافة الهزيمة بعد الانكاسارات المتكررة. لقد انتشلتنا المقاومة اللبنانية من هذا الواقع، وأكّدت لنا القدرة على مواجهة الإمبريالية والترسانة العسكرية والتكنولوجية، إذا وُجد المشروع والقضية لدى الإنسان». تقول زينب فرحات (مديرة مسرح)، إنهم لم يكونوا يتوقّعون وجود هذه القدرة على المقاومة والصمود.