أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن المقاومة انتصرت وأن ما نسمعه من كلام اسرائيلي تهديدي واحتمال اندلاع جولة ثانية من الحرب، هو «للاستهلاك المحلي ولتقوية المعنويات في الداخل الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن إسرائيل لا تريد السلام، «وهي أحبطت كل فرصة لتحقيقه نظراً إلى أوضاعها العدوانية التوسعية، وأن أسلوب القوة الذي تتبعه لا يمكن جبهه إلا بالقوة، مشيراً إلى أن لبنان لم يتحرر إلا من خلال مقاومته الوطنية الرادعة». وبعدما أوضح أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يرعى مخططاً يقضي بقيام دويلات في المنطقة تكون إسرائيل الدولة الأقوى فيها، أكد أن هذا المخطط لن يتحقق لأن التاريخ أظهر أن مثل هذه المؤامرات لا يكتب لها النجاح. ودعا إلى وقف التعديات الإسرائيلية وإزالة الحصار حتى وصول القوات الدولية إلى لبنان، كما «يجب إيجاد طريقة لإعادة مزارع شبعا في أسرع وقت، وإلا فإن المقاومة ستظل تعمل لاستعادة الأرض».ونوه «بالجيش اللبناني وبأهمية الدور الذي تقوم به مديرية المخابرات وهي التي لها مساهمة أساسية في كشف هوية طالب لبناني كان يعد لتفجير قطارات في ألمانيا، وهو أمر كان له الوقع الإيجابي لدى السلطات الألمانية والجهات التي تكافح الإرهاب».
مواقف لحود جاءت خلال استقباله أمس وفداً من «جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية» في الأردن برئاسة النائب ليث شبيلات، الذي نقل إليه تضامن الشعب الأردني مع الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته التي حققت النصر الأول، ثم النصر الثاني ضد إسرائيل. مؤكداً «أن التضامن مع الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة واجب كل عربي، ولا سيما أن القيادة العربية أعطيت للشعب اللبناني الأبي».
واستقبل لحود وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية برئاسة النائب محمد رعد وعضوية النائبين نوار الساحلي وأمين شري، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواقفه خلال مرحلة العدوان الإسرائيلي.
وبعد اللقاء أكد رعد «أن المقاومة لا تزال في أعلى مستوى من الجهوزية، لكن بما أنه صدر قرار دولي برعاية المجتمع الدولي فعلى الحكومة اللبنانية بالتعاون مع هذا المجتمع أن تضع حداً لهذه الانتهاكات والخروق. والمقاومة، بالتعاون مع الجيش اللبناني الوطني الذي انتشر في الجنوب، تستطيع أن تواجه حين تقرر في الوقت المناسب أن المصلحة الوطنية العليا تقتضي مواجهة هذه الخروق». وأشار إلى أن القرار النهائي في مسألة سلاح «حزب الله» يعود إلى الشعب اللبناني.
ومن زوار قصر بعبدا أيضاً الوزير السابق البير منصور الذي أوضح «أن البحث تناول تثمير الانتصار الذي حققته المقاومة ولبنان، وكيفية تثبيت التضامن الوطني مع عدم التخلي عن ضرورة محاسبة جميع الذين تصرفوا كأنهم يبررون العدوان، ويقدمون التغطية لاستمراره وتماديه (...) والسبل اللازمة لجهة إعادة تركيب السلطة بما يضمن استمرار الصمود ورفع الظلم ونتائج العدوان التي لحقت بلبنان، وكيفية إخراج لبنان من الوصاية الأميركية ــ الإسرائيلية تحت ستار المجتمع الدولي ومستخدمي الأمم المتحدة».
من جهته نقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عن لحود «توجسه من بقاء الجيش مكشوفاً في غياب القوة الدولية، ولا سيما أنه لم يزود الأسلحة المتطورة الموعود بها، مبدياً خشيته من أن تكون إسرائيل، بخرقها المتواصل، قد حملت بعض الدول الراغبة في الانضمام إلى القوة الدولية على التريث في زج قواتها قبل التأكد من سلامة تنفيذ القرار».
والتقى لحود رئيس «حزب التضامن» المحامي اميل رحمة، ووفداً جزائرياً نقل إليه تضامن الشعب الجـــزائري مع الشعب اللبناني.