strong>لارسن يتوقع فراغاً أمنياً لثلاثة أشهر ويحذِّر من انهيار وقف النارتوقعت الأمم المتحدة فراغاً أمنياً في جنوب لبنان لشهرين أو ثلاثة، فيما نقل وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت عن المسؤولين الاسرائيليين تأكيدات بعدم شن عملية عسكرية ثانية ضد لبنان.

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن إن الجيش اللبناني والقوة الدولية قد يحتاجان إلى فترة تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر لسد «الفراغ الأمني» في الجنوب، وحذر من أن أعمالاً «غير متعمدة» قد تفجر القتال من جديد. وأضاف أن الأمم المتحدة طلبت من إسرائيل الامتناع عن استخدام القوة بشكل مباشر لمنع حزب الله من إعادة تسليح نفسه، مشيراً إلى أن من شأن ذلك أن يمثل انتهاكاً لوقف إطلاق النار ويعرقل الجهود الرامية إلى إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة إلى الجنوب.
وأوضح رود لارسن: «الموقف هش للغاية ومعقد للغاية وخطير للغاية... أي حوادث غير متعمدة يمكن أن تفجر العنف مجدداً، وهو ما يمكن أن يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة». وقال إن الأمم المتحدة كانت «واضحة للغاية» مع الزعماء الإسرائيليين في أن «السلطات اللبنانية هي التي ينبغي أن تتصدى» لأي شحنات سلاح يشتبه في نقلها، انتهاكاً للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة. وأضاف: «ليس من الحكمة القيام بأفعال تمثل انتهاكات لقرار مجلس الأمن. سيكون لذلك تأثير معاكس لجهة أنه ينطوي على خطر تجدد الصراع، وكذلك لأن مثل هذه الأفعال ستثني الدول عن المضي قدماً بالمساهمة بقوات».
ورأى لارسن أن هناك فراغاً أمنياً في جنوب لبنان، لأن الجيش اللبناني لم ينشر قواته بشكل كامل، ولأن «العناصر المسلحة» لا تزال في المنطقة (...) وما دام الفراغ قائماً فسيظل يغري بالتحرك». وأضاف ان من بين مثل هذه الأفعال قيام جماعات مسلحة بهجمات عبر الحدود أو وقوع عمليات اغتيال داخل لبنان. وتابع: «إذا زال هذا الفراغ فسيكون من الصعب زعزعة الوضع... لكن حين أفكر بشكل واقعي، فسيكون لدينا إلى حد ما مثل هذا الفراغ في لبنان طوال الشهرين المقبلين أو الثلاثة».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت عقب محادثاته أمس مع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ إنه أتى من تل أبيب إلى بيروت «برسالة ثلاثية. أولاً، لنقدم الدعم السياسي لكم واستعدادنا للوساطة في حل هذه المشكلة. ثانياً، نحن سعداء لتقديم المزيد من الدعم المالي، ولقد قدمنا مبلغ ستة ملايين وثمانمئة ألف يورو، ثالثاً، على الرغم من أننا لا نستطيع المشاركة في قوات «اليونيفل» (...)لأننا نساهم بقوات في أنحاء عدة من العالم ولكنني قلت إننا مستعدون للمساهمة بأي طريقة أخرى مثلاً في المجال البحري إذا طلبت الحكومة اللبنانية ذلك».
وأعلن أنه حض إسرائيل على رفع الحصار البحري والجوي عن لبنان، «لأننا نرى هذا الأمر مهماً ولم يعد ضرورياً بعد القرار 1701»، مشدداً على ضرورة تنفيذه من جانب إسرائيل، لكنه أشار إلى أن «هناك حاجة إلى اثنين لرقصة التانغو». موضحاً أن القرار «تدبير مؤقت ومهم جداً ونأمل أن نصل إلى وقف إطلاق نار كامل بأسرع وقت ممكن»، وأشار إلى أنه «لا بد أن نصل إلى اتفاقية سلام بين إسرائيل ولبنان» وأكد انه من دون حل لمشكلة السلام في الشرق الأوسط، سيبقى الوضع غير مستقر، لافتاً إلى أن الموضوع الرئيسهو القضية الفلسطينية التي يجب إيجاد حل لها.
وعن الحديث عن جولة أخرى من الحرب قال بوت: «لقد سألت ذلك بوضوح البارحة الحكومة الإسرائيلية، والوزير بيريز أكد لي أن هناك لغطاً حصل في الصحافة والإعلام وأن إسرائيل لن تشن أي جولة عسكرية ثانية ضد لبنان وأن هذا غير صحيح وهم يثقون بالكامل بوجود الجيش اللبناني والقوات الدولية، والمهم ألا يكون فرصة لحزب الله لمهاجمة إسرائيل، وقد أكدوا لي أنه ليس هناك أي نية للعودة مرة ثانية».
وأعلن أنه في طريقه إلى إسرائيل لإثارة قضية الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين عند «حزب الله»، معرباً عن اعتقاده بأن «الإفراج عنهما قد يساعد في تسهيل التوترات».
من جهته اكد الوزير صلوخ أن «استمرار إسرائيل في القيام بأعمال هجومية عدوانية على الاراضي والمواطنين اللبنانيين، واستمرارها في فرض حصار بحري وجوي على لبنان، هو خرق فاضح وانتهاك غير مقبول للقرار، وهو عمل تتحدى فيه اسرائيل ارادة المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وعمل يسيء الى رغبة لبنان ورغبة المجتمع الدولي في التطبيق الهادئ والآمن للقرار 1701، وفي حفظ الأمن والهدوء والاستقرار».
(الأخبار، رويترز)