لعضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا قراءة لما آلت إليه "القوات اللبنانية "، ويقول "كانت القوات مع بشير الجميل مجرد زعامة انطلقت من حاجة المناطق المسيحية إلى توحيد قواها العسكرية وتحديد أهدافها السياسية، ومع سمير جعجع، غدت مشروعاً. رغم مرورها بمراحل ضعف من خلال محاولات احتوائها، وخصوصاً من قبل حزب الكتائب والرئيس أمين الجميل. حتى حصلت انتفاضة 12 آذار. وانتهت الصراعات القواتية على السلطة بأن استتب الأمر لجعجع، الذي بدأ معه تبلور المشروع السياسي بعد أن اختمرت التجربة القواتية".أين المشروع؟
يضيف زهرا "إن جعجع أطلق آلية الفكر والنقاش السياسي داخل القوات. وأكد أن الموافقين على توجه القوات يعرفون مشروعها. ووحدهم الباحثون عن مكان لهم في السلطة، يسألون أين المشـروع. وخصوصاً أن القوات كانت هدفاً لكل الأجهزة العاملة في لبنان، التي نشطت في اتجاهين رئيسيين هما الترغيب والترهيب. وقد نشأت تيارات ومجموعات، قواتية الجذور، تتطلع إلى المشاركة في السلطة على خلفية أن جعجع غاب إلى الأبد"، لكن مع خروج الحكيم، حسب زهرا، بدأ "الكودرة" وإعادة بناء "القوات" بمن كان وفياً لقيادتها.
أما مشروع القوات، فما زال الالتزام بالعمل لتنفيذ اتفاق الطائف وتطبيقه نصاً وروحاً. من منطلق إيمان جعجع بأن الإصلاحات الدستورية تلبي طموحات كل المجموعات اللبنانية من خلال تأكيد مسؤولية الدولة عن شعبها كاملاً، والمساواة أمام القانون، وحفظ حقوق الجماعات، والتوازن في السلطة. وما زالت القوات على قناعتها بأن تطبيق الطائف هو الحل الأفضل.
إلا أن زهرا يرى أن ثمة فرقاً بين حمل هم المجتمع الذي تمثله القوات، والامتلاك الفعلي لأدوات التطبيق.
ويقول "القوات عبر وجودها في الغالبية النيابية والوزارية "تدعي" أنها حسّنت وتحسّن شروط المشاركة. وبعد غياب تام عن السلطة لممثلي المسيحيين الحقيقيين أمنت القوات وجوداً نسبياً. ولا يُمكن التذمر مما توافر حتى اليوم، إذ إن ثورة الأرز أو انتفاضة الاستقلال لم تقم بانقلاب شامل. وثمة تغيير تدريجي. ويوماً بعد يوم يرتفع ويتقدم خطوة إلى الأمام حق المسيحيين في المشاركة. وقادة القوات وجمهورهم متأكدون من أنهم سيستعيدون قريباً مشاركتهم الحقيقية في الحكم. لكن من الصعب إعادة عقارب الساعة خمسة عشر عاماً إلى الوراء فجأة من جهة، وتغيير ممارسة وسلوك اعتادهما الشريك في الوطن من جهة أخرى".
الشراكة السياسية
ولفت زهرا إلى أن "القوات "عشية الانتخابات النيابية أصرت على الشراكة السياسية بغض النظر عن الحجم النيابي. وكان همّ القواتيين الشرفاء، البدء بالمشاركة وإخراج جعجع من السجن. وما إن خرج "الحكيم" حتى بدأت المؤسسة باستعادة حيويتها، وبدأ العمل الجدي لإعادة تنظيمها ولمّ صفوفها وبلورة خطابها لتستعيد مكانها السياسي.
وأكّد زهرا أن "جعجع خلال كل مراحل حياته، حتى حين كان قائداً عسكرياً "مطاعاً بشكل مطلق"، كان تفكيره مؤسساتياً ويسعى إلى الديموقراطية الحقيقية. وفي مرحلة الحوار الوطني، بدا لجميع المراقبين والمشاركين أن الحوار يجري بين من هم غير موجودين فعلياً في السلطة، وتحديداً بين السيد حسن نصر الله والدكتور جعجع، اللذين كانا في موقعين متقابلين. وكان واضحاً ماذا ومن يمثل كل منــــهما. مشــــروع "القوات" في هذه اللحظة في تاريخ لبنان يتمحور حول تأكيد مرجعية وسيادة الدولة. ورغم أن "الوقت الآن ليس لتحديد الأحجام السياسية" حسب زهرا، فإنه يؤكد "أن حجم التمثيل الشعبي للقوات اللبنانية والالتفاف المسيحي حول قائدها سمير جعجع أوسع بكثير من انتخابات عام 2005". لكنه يعود ليشير الى أن "وسط التنوع اللبناني والتعدد من الصعب أو المستحيل تحديد الحجم الحقيقي لكل قوة سياسية إلا عبر إجراء انتخابات. وهذا الأمر شبه مستحيل في المرحلة الحالية".
الموقع الجغرافي
ولفت إلى أن الموقع الجغرافي لسكن جعجع لا يساعد على إظهار مكانته والدور الذي يلعبه على صعيد القرار الوطني وخصوصاً أنه على بعد أربع ساعات من مركز النشاط والقرار السياسي في بيروت. وأكد أن الأثر السلبي لهذا الأمر، سيعالج بأقل من شهرين عبر انتقال "الحكيم" للسكن بالقرب من بيروت.
وكشف نائب البترون عن أن سبعين في المئة من التنظيم الداخلي القواتي قد أنجز. وانتهى تنظيم القطاعات. وأكثر من نصف المناطق قد نُظمت أو باتت في المرحلة النهائية. و"خلال ثلاثة أشهر سينتهي الإعداد الداخلي بشكل كامل. وسيتاح أمام جميع القواتيين الملتزمين بمبادئ القيادة، ممارسة العمل الحزبي الديموقراطي بشكل كامل".
(الأخبار)