رأى النائب العماد ميشال عون أن المسيحيين «فقدوا دورهم الريادي، وصاروا تابعين لمحاور سياسية منذ منتصف الخمسينيات، وتكرّس هذا الأمر في زمن الاحتلال السوري، قبل أن يُكرّس تهميشهم بعد الطائف». وقال إن «أزمة المسيحيين ازدادت لأن الذين كانوا قيّمين على المواقع المسيحية، همّشوها وأوصلوها الى هذه الحالة المزرية، بعدما منعتهم الأكثرية النيابية من استعادة موقعهم في الحكم».وهنأ عون في حوار بثتنه شبكة “ان بي أن” المسيحيين «على الدور البنّاء الذي لعبوه، رغم وجود بعض الهامشيين الذين أرادوا إعطاء صورة معاكسة» ابان العدوان الأخير.
وعن قول البعض إن تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله هو سبب إحيائه، أشار الجنرال الى أن «التحالف مع حزب الله يفترض خروجه من الحكومة». ورأى أن «جماعة 14 آذار يشيدون بالمقاومة، ويستهدفون العماد عون لتفاهمه مع الحزب، لأن لعبتهم على المستوى المسيحي تهدف الى إقصائي، وأنا أتعرّض لحملة اضطهادية».
ووصف الحكومة بأنها «هيكل عظمي». وسأل عن مصير الدولة «التي أفرغت رئاسة جمهوريتها من معانيها، وشلت مؤسساتها وأصبحت أدوات سياسية بما فيها القضاء». وأكد أن «خيار التيار الوطني الحر هو الدولة. لكن السلطة القائمة اليوم لم تبن شيئاً، وهمّشت المسيحيين. رغم أن الوقائع التاريخية تؤكد استحالة بناء الدولة من دون جميع الطوائف».
وعن الحرب الأخيرة، قال عون: إن المسيحيين شركاء في النصر، ومستقبلهم سيكون حتماً أفضل من اليوم. إذ استعادوا الدور الريادي، واليوم هم مستقلون.
واستغرب عون أن يستاء البعض من انتصار المقاومة في الجنوب. وعما يشاع بين المسيحيين لتخويفهم من حزب الله، قال عون: «كل إنسان تبني علاقتك به على أساس تاريخه. مؤسسة حزب الله تأسست عام 1982، وطوال سنوات كانت مؤسسة مقاومة، لم تدخل الحرب الأهلية، وليست لديها مقابر جماعية. يجب ألاّ يخلط اللبنانيون بين حزب الله ومؤسسات أخرى خُطفت. وسلاحهم لم ولن يتوجه الى الداخل»، مؤكداً أن الخوف يُنقل، ويجب ألاّ نطوره، والخوف سياسي، يبثه أشخاص مرتبطون بجهات أخرى.
(الأخبار)