بسام القنطار
توالت أمس عروض الجمعيات البيئية حيال التلوث النفطي، فقدم الاستشاري البحري في جامعة ألاسكا البروفسور ريك ستاينر، نتائج العمل الذي قامت به جمعية الخط الأخضر والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة حيال الكارثة خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر الجمعية في الصنائع.
ستاينر الذي عمل على كوارث مماثلة في ألاسكا، اسكوتلندا، وباكستان، أجرى «تقويماً أوليا للكارثة البيئية»، مشيراً الى «أنها سببت أضراراً بالغة للبيئة البحرية اللبنانية في المياه وعلى الشاطئ». وأضاف: «تبين ان البيئة البحرية تضررت بشكل أكبر مما كان متوقعاً، وأن الكثير من النفط غرق في المياه قبالة الشاطئ، وكمية كبيرة أخرى دفعت الى الشاطئ والباقي اتجه شمالاً الى الشواطئ السورية والتركية».
وشرح «نتائج الخطة والتوصيات الواجب اتباعها». وتحدث عن «آثار التلوث على الموارد الطبيعية»، داعياً الى «إجراء دراسات على عشرة محاور تغطي كل العناصر التي طالها التلوث كالأسماك والأعشاب البحرية وقاع البحر ونوعية المياه والصخور».
الدكتور علي درويش تحدث باسم الجمعية ولفت إلى «أن التأخير في عملية المعالجة جعل العملية أصعب والكلفة اكبر». واشار الى «ان النفط المتسرب الى قاع البحر بدأ بالتحجر واليباس، كما هي الحال على شواطئ أنفة وجزر النخيل». وأوضح أنه «عند وقوع المشكلة، تحركت وزارة البيئة التي قامت بمحاولات للتخفيف من تسرب النفط الى قاع البحر»، مؤكداً أن «هذه المحاولات شملت منطقة شكا، وأن هذا الجهد توقف من دون معرفة السبب». وسأل عن «دور وزارة الأشغال التي من صلاحياتها الأملاك البحرية، ولماذا لم تتحرك على صعيد مساعدة وزارة البيئة؟». وحذر من «مغبة انعكاس هذه الكارثة على الصيادين الذين يشكل البحر مورد رزقهم الوحيد».
من جهة ثانية، اعلن الجيش اللبناني عن تكليف فريق من اختصاصيي القوات البحرية بتشغيل عتاد متطور تسلمه لبنان أخيراً من دولتي النروج والكويت. وقد تمكن فريق العمل حتى تاريخه من ضخ 180 طناً من النفط، حيث أنجز تنظيف المرفأ الأثري في جبيل وشاطئ عمشيت.
إلى ذلك، دعت جمعية «بحر لبنان» التي أسسها الرئيس رفيق الحريري، والتي لم تقم بأي نشاط منذ استشهاده، إلى مؤتمر صحافي غداً، يتحدث خلاله عضوا الجمعية الخبير في علم الأحياء البحرية وزراعة الأسماك الدكتور منال نادر ونقيب الغواصــــين المحترفين محمد السارجي. ويتخــــــلل المؤتمر عرض لمجموعة من الصور لجميع مواقع التلوث مع تحديد تقريبي لنسب التلوث في كل موقع وتأثير ذلك على البيئة البحرية.