صور- بهية العينين
تعاني مدينة صور من أزمة سكن حادة وارتفاع في كلفة ايجار المنازل التي ارتفع الطلب عليها بسبب الدمار الذي لحق بمئات المنازل في قرى منطقة صور. وأدّى ذلك إلى عدم قدرة المدينة على تحمل هذا الكم الكبير من النازحين الذين باتوا بلا مأوى.
وفي وقت واصلت فيه فرق إحصاء الأضرار في مدينة صور والقرى المجاورة لها عملها، أفيد بأن هذه الفرق تحتاج إلى مدة ثلاثة أيام لاستكمال الإحصاء، وخصوصاً في مشروع الرز السكني، تمهيداً لدفع التعويضات لأصحاب الشقق كي يستأجروا منازل بديلة ويقوموا بتجهيزها. إلا أن الأهالي استعجلوا الأمر بعد طول معاناتهم وتجمعوا أمام مجمع الرز السكني الواقع على مفرق العباسية ــ صور، الذي شهد على الصمود البطولي للمقاومة حيث قامت المقاومة والجيش اللبناني بإفشال الانزال الاسرائيلي على المجمع اثناء العدوان، وهو ما ادى الى اصابة عشرة جنود اسرائيليين بين قتيل وجريحوقالت المواطنة رنا طالب التي تضرر منزلها في مجمع الرز: «أتمنى على حزب الله الإسراع في دفع التعويضات لنا كي نتمكن من ايجاد منزل للإيجار»، مشيرة الى ان المنزل يكلف اليوم دفع بدل الإيجار ستة إشهر سلفاً، اضافة الى قلة عدد المنازل ومحدوديتها امام كثرة المواطنين الذين يحتاجون اليها. وقد سبب ذلك ارتفاعاً في اجرة كل منزل بحيث باتت تتراوح بين مئتي دولار الى خمسمئة دولار شهرياً.
بينما يقول المواطن حنا الشامي: «ان المنزل الذي كنت اسكنه في المجمع تضرر بشكل كبير وبحاجة الى ترميم، وانني اطالب بدفع بدل ايجار لمنزل جديد، وتبلغ كلفته 2400 دولار في السنة».
حنا الذي عاد مع اهله الى بيته القديم في حي النصارى في صور، والذي يضم غرفة واحدة قديمة، اشار الى ان هذه الغرفة غير صحية وتكاد جدرانها تسقط على الأرض بفعل الزمن. وتابع: «ما زلت اعيش على الوعد الذي اطلقه سماحة السيد حسن نصر الله بشأن دفع التعويض المالي ونحن نثق بوعوده».
اما الدكتور علي شموط فقد دمرت عيادته ومنزله وتحطم مصدر رزقه وتشتتت عائلته في محرونة حيث يسكن في منزل مؤلف من ثلاث غرف وتقطنه عائلتان. يأتي الدكتور شموط الى انقاض منزله يومياً بانتظار وصول لجان دفع المساعدات ويقضي نصف نهاره هناك ثم يعود مساء الى محرونة حزيناً وآملاً بغد أفضل. «أقترح على المسؤولين عن البناء والإعمار ازالة ركام المشروع السكني واستخدامه في بناء الجسور في المناطق اللبنانية كافة. تلك الجسور التي تجمع بين اللبنانيين، وتؤمّن تواصلهم، وتشكّل نموذجاً لهذا التلاقي الذي كان قائماً في الأصل في مجمع الرز السكني الذي كانت تسكنه مئات العائلات من مختلف المناطق الجنوبية».
اما الفلسطينية رياض اسعد كعوش التي تضرر منزلها أيضاً فقالت: لقد وصلت اليوم من طرابلس بعدما نزحت اليها في بداية العدوان ووجدت خراباً كبيراً في منزلي وفقدت كل محتوياته. وأضافت: «إن حزب الله كان دائماً صادقاً في بياناته. وأعتقد انه صادق في وعده بالتعويض. لذا أنتظر وعائلتي في منزل والدتي في مخيم المعشوق في صور».
وسط الركام الكبير والدمار الهائل الذي يغطي نصف مجمع الرز على الأقل رفعت لافتات كتبت عليها عبارات بالانكليزية والعربية منها: «made in usa» و«هذا هو الشرق الاوسط الجديد» و«لبنان الجميل هزم اسرائيل». يضم المجمع الذي تعرّض للغارات والإنزال الفاشل سبعة «بلوكات»، كل «بلوك» منها هو عبارة عن مبنيين متلاصقين، يضم كل منها ثماني شقق مقسمة على أربع طبقات. باشر مجلس الجنوب أمس أعمال رفع الركام من المجمّع واعلن مصدر فيه ان الورش تحتاج لمدة اسبوع كي تستكمل اعمال رفع الركام وازالة الأنقاض.