يقف علي ضاهر على الطريق المطلة على جسر حبوش، يراقب الجرافات وهي تزيل الرمق الأخير من هذا الجسر الحيوي، المعلّق فوق أوتوستراد النبطية ــ الزهراني. هذا الجسر الذي كان يربط النبطية بإقليم التفاح، قبل أن تدمّره الطائرات المعادية في الواحد والعشرين من تموز المنصرم.يبتسم علي وهو يروي حكاية والدته التي ظلت تطلق العنان لدعائها، كلما عبرت تحت جسر «حبوش»، خصوصاً بعدما قصف العدو معظم الجسور في المنطقة، ولم يكن قد تعرّض لهذا الجسر بعد. وينقل عن والدته اعتقادها بأنّ «الدواعي» هي التي أنقذت المنطقة من كارثة، تحت الجسر أو فوقه، إذ كانت تبدأ بالدعاء، مثل غيرها، قبل نصف كيلومتر من الوصول إليه، ولا تنتهي إلا على مسافة مشابهة بعده.
إنه «جسر الدواعي»، تقول أم علي. ومثلها فعلت كثيرات.
لكن العدوّ أصرّ على تدميره. وبكت أم علي لحاله عندما عادت من نزوحها القسري، ورأت جسر «الدواعي» وقد غادر مكانه. فتمنّت بناء البديل، في مهمة إعادة بناء مماثلة لكل ما دمّره العدوّ.
ك . ج