فداء عيتاني
“يعتقد اللبنانيون أنه باستخدام لغة خشبية وتجاهل ما لا يرغبون في رؤيته فإن الامور تسير وفق أهوائهم”. يقول النائب فؤاد السعد: “العالم لا يسير بهذه الطريقة، ونحن اللبنانيين نتعاطى السياسة بطريقة غير مألوفة عالمياً”.
بهذه العبارات يفسّر السعد التردّد الفرنسي في المشاركة في القوات الدولية، ورفدها بما لا يتجاوز 200 عنصر اضافة الى اولئك الموجودين حالياً في إطار اليونيفيل. “العالم يريد أموراً واضحة كعين الشمس، ويفترض وجود نيات واضحة لدى طرفي النزاع” إسرائيل وحزب الله.
الأوساط الفرنسية تعكس استياء من أداء باريس تجاه ملف قوات الطوارئ، وتتحدث الصحف الفرنسية عن “ضرب الصدقية امام الأمم المتحدة” بعد التعهد بمشاركة رئيسية، قبل أن تتردد باريس، فتخفض العدد ثم تقرر رفعه مجدّداً بعد دعوات من الرئيس الاميركي جورج بوش واجتماعات رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، أكّد دو فيلبان إثرها أن بلاده تريد “تعميق التزامها في لبنان ما إن تتوفر الظروف”.
إلا أن السعد يرى أن “المشكلة عندنا نحن، هل نريد أن نقاتل اسرائيل بمفردنا أم لا؟ واذا كان القرار قتال اسرائيل، فقسم من الشعب اللبناني رافض للحرب، وكل العمليات العسكرية لا معنى لها ما دام العالم العربي رافضاً الحرب”، يقول السعد قبل أن يعود للإجابة عن السؤال: “فرنسا لديها تردّد، نعم”.
ويشرح السعد التردد: “حين ظنّوا ان هناك من يحفظ خط العودة في لبنان عبر توقيف مسلحين من دون البحث عن السلاح، عندها ابدى الفرنسيون ترددهم”. ويضيف أن العقل الغربي لا يتّفق مع كلام كهذا.
النائب سمير الجسر من جهته، لا يرى في الموقف الفرنسي محاولة ضغط على لبنان، بل “إن اي عمل يجب ان يكون مفهوماً من البداية، ما هو الدور الحقيقي للقوات القادمة الى البلاد”. وبحسب ما يورد الجسر، فإن “الفرنسيين يطلبون تحديد الدور والعلاقات بين القوى والتراتبية، وهذه في النهاية، مسؤولية يعود لباريس تحديدها”.
ويؤكّد الجسر أن مصلحة لبنان في المشاركة الفرنسية الكبيرة في القوات الدولية، لما لفرنسا من دور في مجلس الامن، وكلما كبرت هذه المشاركة ازداد إمكان ضبط كل الاطراف” أي اسرائيل وحزب الله.
وفي السياق نفسه، يرى النائب الياس عطا الله أن التردد الفرنسي ناجم عن قلقهم، “كانوا في البداية اقرب الى الوجهة اللبنانية، وأحدث سوء الأداء اللبناني قلقاً لديهم”. سوء الأداء اللبناني الذي يتحدث عنه عطا الله، هو المتجلّي في الاجتماعات الوزارية التي وضعت ملاحظات وتحفظات على مشروع القرار الدولي حينها.
ويضيف عطا الله أن الفرنسيين وقعوا في فخ “كونهم عارضوا الاميركيين في إدراج القرار تحت البند السابع، وخاضوا معركة اجبرتهم على تعديل موقفهم، إلا أنهم وجدوا تحفظاً لدى اللبنانيين”. ويرى أن لبنان “أخطأ في عدم تلقّف المبادرة الفرنسية”.
ويلوم عطا الله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على عدم “الحصول على موقف واضح من حزب الله في مسألة إرسال الجيش الى الجنوب”.
ويضيف أن عدم الوضوح في قرار إرسال الجيش الى الجنوب وعدم الوضوح في موافقة حزب الله، فرّطا بورقة رابحة للبنان، هي السرعة في تأليف قوات طوارئ دولية تنهي الاحتلال الاسرائيلي”.